شهدت الأسواق الأردنية هذا العام حالة من الركود في الحركة الشرائية خلال فترة عيد الأضحى، خاصة في قطاع الألبسة، الذي يعد من أكثر القطاعات تأثراً بهذا التراجع، بحسب ما أكده رئيس غرفة تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق.
وأوضح الحاج توفيق أن الإقبال الضعيف على المحال التجارية يعود جزئياً إلى تزايد الاعتماد على التسوّق الإلكتروني، ولا سيما من خلال الطرود البريدية المستوردة من الخارج. هذه الطرود، التي تحتوي في كثير من الأحيان على ملابس طلبها المستهلكون مسبقًا، تؤثر بشكل مباشر على مبيعات المحال المحلية، مما يقلل من فرص الترويج والبيع في المواسم الحيوية.
وأضاف أن مظاهر الازدحام التي كانت تميز الأسواق قبيل الأعياد باتت أقل وضوحًا هذا العام، مشيرًا إلى أن إنفاق العائلات تركز بشكل رئيس على شراء الأضاحي، التي تحتل أولوية قصوى في عيد الأضحى، مما أدى إلى تقليص الإنفاق على الملابس والحلويات وغيرها من مستلزمات العيد.
كما أشار إلى أن ارتفاع أسعار الأضاحي دفع الكثير من الأسر إلى التوفير، حتى أن بعض العائلات فضّلت إعادة استخدام ملابس العيد للأطفال بدلاً من شراء جديدة، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة والفاصل الزمني القصير بين عيدي الفطر والأضحى هذا العام.
وأكد الحاج توفيق أن تزامن العيد مع نهاية الشهر المالي ساهم في تفاقم حالة الركود، إذ كانت نسبة كبيرة من مداخيل الأسر قد صُرفت مسبقًا على التزامات أخرى، ما جعل الميزانيات أكثر ضغطًا وأقل قدرة على استيعاب نفقات العيد.
ورغم أن هذا التراجع في النشاط التجاري ليس جديدًا، إلا أن تأثيره ظهر بشكل أوضح هذا الموسم، ما يثير قلق التجار ويدفعهم للمطالبة بإجراءات لدعم السوق المحلي وتعزيز ثقة المستهلك.