في ظل تسارع التحول الرقمي وتعزيز الاقتصاد الأخضر على الساحة العالمية، أصبح من الضروري إعادة صياغة مفهوم التعليم لإعداد جيل يملك المهارات التي تؤهله للمشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة. لم يعد الاعتماد فقط على المعرفة الأكاديمية التقليدية كافيًا، بل يتطلب الأمر مهارات رقمية متطورة ووعيًا بيئيًا يدعم الاتجاهات الحديثة للتحول الاقتصادي والبيئي.
أكد خبراء تربويون في تصريحات خاصة أن التنمية الحقيقية تتأسس على تنمية التفكير النقدي، وابتكار الحلول، والريادة، إلى جانب المهارات التقنية والبيئية التي أصبحت ضرورة لمواكبة سوق عمل سريع التغير.
شارك وزير التربية والتعليم د. عزمي محافظة في حوار دولي ضمن فعاليات المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في سمرقند، حيث جرى بحث المهارات اللازمة لدعم مستقبل مستدام عبر التعليم والتدريب المتخصص.
تحدث الخبير التربوي د. محمد أبوغزلة حول ضرورة تكيف الأنظمة التعليمية مع ثورة التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن التعليم يجب أن يوازن بين النمو الاقتصادي والمحافظة على البيئة والعدالة الاجتماعية، لضمان مزيد من الرفاهية للأجيال القادمة.
وشدد أبوغزلة على ضرورة دمج مواضيع الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في المناهج التعليمية، إضافة إلى تعزيز قدرات الطلبة في التفكير النقدي والابتكار والمرونة لمواجهة التحديات المستقبلية.
وأضاف أن استلهام التجارب الدولية وتبني أفضل الممارسات في المجال البيئي والتقني تمثل مفتاحًا لتخريج كوادر قادرة على مواجهة المتطلبات الحالية والمستقبلية.
من جانبها، أبانت الخبيرة التربوية د. حنان العمري أن التعليم أصبح من أبرز الركائز لبناء مجتمعات مستدامة تجمع بين التقدم الاقتصادي والحفاظ على البيئة والعدالة الاجتماعية، لافتة إلى أهمية تطوير المهارات الخضراء والرقمية والريادية.
وأوضحت العمري أن التعليم المهني والتقني يشكل جسرًا بين مؤسسات التعليم وسوق العمل، مشيرة إلى الدور الكبير الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تصميم مناهج ذكية تراعي تنوع قدرات المتعلمين وتدعم التعلم المخصص وتحسين الأداء.
بدوره، أكد الخبير التربوي عايش النوايسة أن التحول نحو التعليم الذكي والتطبيقي بات ضروريًا لمواكبة التغيرات السريعة، مع التأكيد على دور التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في خلق بيئات تعليمية ذكية تدعم التفاعل وتنمي الإبداع.
وختم التربويون بالتأكيد على وجوب تحديث المناهج وتوفير بيئات تعليمية محفزة، مع تدريب المعلمين على أحدث الأساليب لضمان تحقيق تعليم نوعي يواكب التحولات الرقمية والبيئية ويصنع جيلاً قادراً على إحداث الفرق.
