أدى الأردنيون صلاة الاستسقاء اليوم الجمعة في جميع مناطق المملكة، طلباً للغيث من الله عز وجل، احياءً للسنة النبوية الشريفة. جاءت هذه الصلاة استجابة لدعوة وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبوع الماضي، وسط تأخر هطول الأمطار وتفاقم الجفاف في المنطقة.
خلفية الدعوة وأهمية الصلاة
دعت الوزارة إلى أداء صلاة الاستسقاء في المساجد والساحات العامة، مع الالتزام بالسنة النبوية في كيفية أدائها، بما في ذلك الخروج إلى المصليات المكشوفة، والدعاء بصدق وإخلاص. يأتي هذا في ظل انحباس المطر الذي يهدد الموارد المائية والزراعة في الأردن، حيث يعتمد البلد على الأمطار كمصدر رئيسي للمياه. الجفاف الحالي جزء من تحديات إقليمية أوسع، مع انخفاض معدلات الهطول في الشتاء الماضي، مما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات توفير المياه.
كيفية أداء صلاة الاستسقاء
تُؤدى الصلاة ركعتين جماعة، يجهر فيهما الإمام بالقراءة، تليها خطبة يدعو فيها للغيث والرحمة. يُستحب الخروج إلى الصحراء أو الساحات، والتوبة، والصدقة، والدعاء بأدعية الاستسقاء النبوية، مثل “اللهم أغثنا، اللهم أغثنا”. شارك آلاف الأردنيين في المساجد الكبرى مثل مسجد الملك عبدالله في عمان، ومساجد المدن الرئيسية كإربد والزرقاء والعقبة، مع حضور رسمي وشعبي واسع.
ردود الفعل والأهمية الدينية والاجتماعية
أكدت الوزارة أن هذه الصلاة تعبير عن التوكل على الله والرجوع إليه في الشدائد، مستلهمة من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يخرج للاستسقاء عند تأخر المطر. يرى علماء الدين أنها فرصة للتوبة الجماعية والتضرع، مما يعزز الوحدة الاجتماعية. في سياق الأردن، تأتي الصلاة وسط مخاوف من نقص المياه، حيث يبلغ متوسط الهطول السنوي حوالي 8 مليارات متر مكعب، لكن الاستهلاك يفوق المتاح.
السياق البيئي والحكومي
يعاني الأردن من شح مائي مزمن، مع انخفاض منسوب السدود إلى أقل من 30% في بعض المناطق. الحكومة أطلقت حملات توعية لترشيد الاستهلاك، وتدرس مشاريع تحلية واستيراد مياه. الصلاة تعكس الجانب الروحي في مواجهة التحديات البيئية، مع دعوات للحفاظ على الموارد كجزء من الالتزام الديني.
في الختام، تجسد صلاة الاستسقاء تراثاً إسلامياً أصيلاً، مع أمل في غيث يروي الأرض ويخفف الجفاف.
