أعربت جلالة الملكة رانيا العبدالله عن إعجابها بمبادرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى أنه لجأ إلى الدعم الدبلوماسي والعسكري والمالي الأمريكي للضغط على إسرائيل لتحقيق ذلك.
وفي حوارها مع برنامج “بانوراما” على قناة “بي بي سي” البريطانية، قالت الملكة: “وإنصافا له، كان ترامب أول رئيس منذ فترة طويلة يمارس ضغطا فعليا على إسرائيل. في السابق، عندما كانت إسرائيل تتجاوز الخطوط، كان الرئيس الأميركي قد يكتفي ببضع كلمات التوبيخ أو مجرد تحذير بسيط”.
وأكملت: “أما الرئيس ترامب فقد نجح فعلا في حمل (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على الموافقة لوقف إطلاق النار، وآمل أن يواصل الانخراط في هذه العملية”.
وحين سُئلت جلالتها عن إمكانية تحقيق سلام دائم، أجابت بأن التمسك بالأمل في ذلك ليس أمراً طائشاً، بل يمثل نوعاً من التحدي المستمر.
واستطردت قائلة: “أؤمن حقا بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم العيش جنبا إلى جنب”.
وأشارت إلى: “وفي الأجواء الحالية، هناك قدر كبير من العداء، والغضب، والحزن، والكراهية، والتشاؤم المتبادل بين الشعبين، بحيث يصعب عليهما تحقيق السلام بمفردهما. لست واهمة في ذلك، لكنني أعتقد أن الضغط من المجتمع الدولي هو الطريق الوحيد”.
وأضافت: “خلال العامين الماضيين بدا الأمل بعيد المنال مرات كثيرة. اختيار الأمل لم يكن أمرا سهلا، إنه أمر صعب وثقيل، لكنه الطريق الوحيد الذي لا ينكر على الفلسطينيين حقوقهم، ولا ينكر كفاحهم أو إنسانيتنا”.
وأبرز تقرير “بي بي سي” دور المملكة الأردنية في المساهمة الدولية لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة وإخراج المرضى والمصابين من الأطفال. وقد نفذت طائرات الملك ثلاث عمليات جوية لإلقاء المساعدات عبر المظلات فوق القطاع.
كما وجهت الملكة رانيا انتقاداً لاذعاً للمجتمع الدولي بسبب إخفاقه -كما وصفته- في إيقاف الحرب على مدار عامين كاملين.
وقالت: “هل تتخيل ماذا يعني أن تكون والداً خلال العامين الماضيين؟ أن ترى أطفالك يعانون، يتضورون جوعاً، ويرتجفون من الخوف، وأنت عاجز عن فعل أي شيء؟ وأن تعلم أن العالم كله يشاهد ولا يفعل شيئاً؟ ذلك الكابوس هو كابوس لأي والد، لكنه كان واقع الفلسطينيين اليومي خلال العامين الماضيين”.
ولفت تقرير “بي بي سي” إلى أن الملك طلب من ترامب دعماً لإجلاء 2000 طفل فلسطيني مصابين بأمراض خطيرة من غزة. وفي لقاء ببيت أبيض في فبراير، وصف ترامب هذا الطلب بأنه “لفتة جميلة”.
ومنذ تلك اللحظة، نجح إجلاء 253 طفلاً إلى الأردن. ومع ذلك، يتطلب إخراج الأطفال وأولياء أمورهم من القطاع فحوصات أمنية دقيقة من إسرائيل والدول المستقبلة. ووصفت منظمة الصحة العالمية هذه الإجراءات بأنها “بطيئة للغاية”.
وأكدت “بي بي سي” أن الجهاز العسكري الإسرائيلي المسؤول عن تنسيق المساعدات إلى غزة – مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (COGAT) – يولي “أهمية كبيرة” لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك إجلاء المرضى ذوي “الحالات الطبية المعقدة”.
