جسد خطاب العرش السامي، الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني يوم الأحد 26 تشرين الأول 2025، خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، رؤية ملكية شاملة لمرحلة جديدة من العمل والإنجاز، تتمحور حول الإنسان الأردني كركيزة أساسية لبناء المستقبل، مع تأكيد على الثوابت الوطنية واستمرارية مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.
أجمعت أكاديميات من جامعات أردنية مختلفة، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، على أن الخطاب الملكي حمل رسائل قوية تؤكد الثقة والإرادة، مع التركيز على تعزيز مناعة الدولة، تعميق المشاركة، وترسيخ قيم الشفافية والعدالة في مسيرة الإصلاح الشامل.
أكدت الدكتورة ميسون الدبوبي أن خطاب العرش يمثل استمراراً لمسيرة الإصلاح والبناء، حاملاً رؤية واضحة لمرحلة قادمة ترتكز على العمل والإنجاز، مع تعزيز العمل الحزبي والنيابي وتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، لتشكل خارطة طريق وطنية تهدف إلى ازدهار الوطن وخدمة المواطن.
وأشارت الدكتورة ميسون الفاعوري إلى أن الخطاب جسد روح القيادة الهاشمية التي لا تعرف الخوف، حيث أكد جلالته أن القلق مسؤولية، والثقة بالشعب الأردني هي مصدر القوة في مواجهة التحديات، داعياً إلى تسريع خطوات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مؤكداً أن الإصلاح يتطلب إرادة صادقة وعمل دؤوب.
من جانبها، أوضحت الدكتورة بتول المحيسن أن خطاب جلالته أكد أن الأردن وُلد قوياً وسط الأزمات، مشيرة إلى عبارته: “نعم، يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله، ولا يهاب شيئاً وفي ظهره أردني”، التي تعكس عمق العلاقة بين القائد والشعب، وتؤكد الثقة المتبادلة. وأضافت أن الخطاب دعا إلى مواصلة التحديث، جذب الاستثمارات، وتطوير التعليم والصحة والنقل، مع التأكيد على الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات.
أكدت الدكتورة ختام العبادي أن الخطاب حمل رسالة واضحة بأن الأردن يدخل مرحلة جديدة عنوانها الثقة والفاعلية، داعية إلى توحيد الجهود وتعزيز المسؤولية والمساءلة. وأشارت إلى أن عبارة جلالته “لا أخاف إلا من الله، وفي ظهري أردني” لامست قلوب الأردنيين، مؤكدة أن الإصلاح الحقيقي يتطلب العمل المشترك بين مؤسسات الدولة والشعب.
من جهتها، أوضحت الدكتورة المحامية رنا المهيرات أن الخطاب شكل رسالة سياسية شاملة تحدد ملامح المرحلة المقبلة محلياً وإقليمياً، مع تفويض مزدوج يمنح السلطات التنفيذية والتشريعية حرية العمل السريع، مع ربط الشرعية بنتائج ملموسة. وأشارت إلى تحول تكتيكي في إدارة الأزمات الاقتصادية عبر تسريع الإصلاحات وتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص، بالإضافة إلى ترسيخ الدور الأردني إقليمياً من خلال موقفه تجاه غزة والوصاية الهاشمية.
أبرز النقاط من خطاب العرش:
- الثوابت الوطنية: تأكيد قوة الأردن وثقته بشعبه وقيادته.
- مسارات التحديث: تعزيز الإصلاح السياسي، الاقتصادي، والإداري.
- دور المرأة والشباب: محور أساسي في التنمية والمشاركة الحزبية والبرلمانية.
- الموقف الإقليمي: دعم القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات.
- الثقة والإرادة: دعوة للعمل المشترك والمسؤولية الوطنية.
