أعرب رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، يوم الخميس، عن ترحيبه بالبيان الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أعلن فيه عن التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للنزاع في قطاع غزة. ويبرز هذا الترحيب أهمية سياسية كبيرة، إذ لا يقتصر على الإشادة بالجهود الدولية لإيقاف التصعيد، بل يربط صراحة بين الإجراءات الحالية في الاتفاق وبين الرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.
يُمثل هذا الإعلان ذروة لمساعي دبلوماسية حثيثة قادها الولايات المتحدة، بدعم من وسطاء أساسيين مثل مصر وقطر وتركيا، والتي أدت إلى موافقة حركة حماس وسلطات الاحتلال على المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية. يسعى الاتفاق إلى إنهاء صراع مدمر امتد لعامين كاملين، أسفر عن أزمة إنسانية لم يشهد مثلها القطاع، وألقى بظلاله على الاستقرار الإقليمي والدولي بأكمله.
التفاصيل الرئيسية للاتفاق والترحيب:
- وقف إطلاق النار: يشمل الاتفاق هدنة فورية، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من غزة، وفقًا للخطة الأمريكية ذات الـ20 نقطة.
- التبادل والمساعدات: يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين (حوالي 48، بما في ذلك 20 حيًا)، مقابل إطلاق 250 سجينًا فلسطينيًا مدى الحياة و1700 آخرين، بالإضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة عبر منظمات الأمم المتحدة.
- الأمل في الحل الدائم: أبدى عباس تفاؤله بأن تكون هذه المرحلة بوابة لتسوية سياسية نهائية، تؤدي إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، بعاصمتها القدس الشرقية.
- الإشادة بالجهود: أثنى عباس على دور ترمب والوسطاء، مؤكدًا استعداد فلسطين للتعاون الإيجابي مع الجميع لضمان نجاح الخطوات، مع التركيز على الالتزام الفوري بالتنفيذ، والإفراج الكامل عن الأسرى، ومنع أي تهجير أو ضم، وبدء إعادة الإعمار.
- السيادة الفلسطينية: أكد عباس موقفًا حازمًا بأن السيادة على غزة تعود حصرًا لدولة فلسطين، وأن ربط القطاع بالضفة الغربية يجب أن يتم عبر المؤسسات والقوى الأمنية الفلسطينية الموحدة، تحت نظام قانوني واحد، بدعم عربي ودولي.
بنود الخطة الأمريكية الرئيسية (المبنية على الإعلانات الرسمية):
- إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة من الموافقة الإسرائيلية.
- تسهيل المساعدات الإنسانية الفورية، بما في ذلك إصلاح البنية التحتية والمستشفيات.
- إغلاق معبر رفح باتجاهين دون تدخلات، مع ضمان عدم ارتباط المنظمات الدولية بأي طرف.
- تسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية انتقالية، مع نزع سلاح حماس تدريجيًا.
يُعد هذا الاتفاق خطوة تاريخية محتملة نحو السلام، خاصة بعد فشل محاولات سابقة في 2023 و2025، ومع اقترابه من الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر 2023. ومع ذلك، يظل النجاح مرهونًا بالالتزام الكامل، وسط مخاوف من عودة التصعيد إذا لم يُنفذ الاتفاق بالكامل.
