عقد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس جلسة طارئة لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطر، حيث شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في الاجتماع.
تصريحات الأمم المتحدة
أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة “صدم العالم”، مشيرة إلى أنه قد يفتح “فصلا جديدا وخطيرا” في الصراع المستمر، مما يهدد الاستقرار الإقليمي بشكل خطير.
وأوضحت ديكارلو أن هذا الاعتداء يمثل “تصعيدا مقلقا”، خاصة أنه استهدف أشخاصا اجتمعوا لمناقشة مقترح أميركي جديد بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة. وأضافت أن أي خطوة من شأنها تقويض جهود الوساطة والحوار “تضعف الثقة في الآليات ذاتها التي نعتمد عليها لحل النزاعات”.
كما شددت على أهمية احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، مؤكدة أن قطر “شريك قيّم في تعزيز السلام وتسوية النزاعات”.
الموقف الجزائري
من جانبه، أدان السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع ما وصفه بـ “العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة”، معلناً التضامن الكامل لبلاده مع قطر وشعبها.
وأشار إلى أن الاعتداء لم يكن مجرد انتهاك لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، بل يعد إهانة صريحة للدبلوماسية، وإثباتا على أن “القوة الإسرائيلية القائمة بالاحتلال لا تسعى لتحقيق السلام والإفراج عن المحتجزين وإنهاء الأعمال القتالية”.
وأضاف أن صمت المجتمع الدولي ومجلس الأمن على مثل هذه الأفعال يفاقم الفوضى، لافتا إلى أن المجلس “يبقى مقيدا غير قادر حتى على تسمية المعتدي”.
موقف مجلس الأمن الدولي
أعرب أعضاء مجلس الأمن عن إدانتهم الشديدة للقصف الذي استهدف الدوحة، مؤكدين أن ذلك الاعتداء وقع على “أرض تابعة لوسيط رئيسي”، في إشارة إلى الدور الذي تلعبه قطر في الوساطة.
وشدد الأعضاء في بيان صحفي على:
- ضرورة التهدئة ومنع التصعيد.
- التضامن الكامل مع دولة قطر.
- دعم سيادة قطر وسلامة أراضيها وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
- الإشادة بالدور الحيوي الذي تقوم به قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة في جهود الوساطة بالمنطقة.
وأكدوا أن الإفراج عن المحتجزين وإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية في غزة يمثلان أولوية أساسية. كما دعوا الأطراف كافة إلى استغلال الجهود الدبلوماسية القائمة والفرصة المتاحة لتحقيق السلام.
تفاصيل إضافية
وكانت الجلسة قد تأجلت من الأربعاء إلى الخميس لإتاحة المجال لمشاركة رئيس الوزراء القطري. واستمع الأعضاء في بداية الاجتماع إلى إحاطة من مساعد الأمين العام للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي محمد خالد خياري.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه شن غارات جوية يوم الثلاثاء في الدوحة استهدفت قادة في حركة حماس، مؤكدا اغتيال ستة أشخاص. في المقابل، أكدت الحركة نجاة مفاوضيها الذين كانوا هدفا للهجوم. بينما شددت قطر على أنها “تحتفظ بحق الرد”.
وفي بيان سابق هذا الشهر، كان أعضاء مجلس الأمن قد عبروا عن إدانتهم للقصف في الدوحة، وأعربوا عن “الأسف البالغ” لسقوط ضحايا مدنيين، مجددين التأكيد على أهمية التهدئة والدور المحوري لقطر في الوساطة بجانب مصر والولايات المتحدة.