تشير التحليلات الجوية في مركز طقس العرب إلى أن المملكة ستشهد، بإذن الله، ابتداءً من يوم الجمعة تأثيراً من كتلة هوائية حارة جداً تلبي المتطلبات العلمية لتصنيفها كأول موجة حر لهذا الموسم الصيفي، وهي الأولى أيضاً منذ موجة الحر في يونيو 2024، غير أنها مصحوبة ببعض الظروف الجوية الغير عادية التي سنتناولها في هذا التقرير.
وقال المُختصون في مركز “طقس العرب” بأن المؤشرات الأخيرة تُبيّن بأن مدة تأثير هذه الموجة قد تطول لأسبوع، ولكن بشدة مُتفاوتة من يوم لآخر. وأضافوا أنه عندما تطول فترة تأثير الموجة الحارة، فإنها تزيد عادةً من كيفية شعور الإنسان بها، فتُصبح الأجواء مُرهقة ومُتعبة أكثر.
خلال فترة هذه الموجة الحارة، من المتوقع أن تسجل غالبية المدن الأردنية أعلى درجات حرارة منذ انطلاق الصيف الحالي، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 38 و43 درجة مئوية في الكثير من القرى والمدن الأردنية، وتتجاوز حاجز الـ40 درجة مئوية في بعض أحياء العاصمة عمان، خاصة المناطق الشرقية منها.
من المتوقع أن يكون تأثير هذه الكتلة الهوائية شديداً على مناطق الأغوار، وبالتحديد الوسطى والشمالية بما فيها البحر الميت، إلى جانب محافظة العقبة والأجزاء الشرقية من المملكة، حيث تتخطى درجات الحرارة القصوى عتبة الـ45 درجة مئوية، وربما تقترب من الـ50 درجة مئوية في بعض أجزاء الأغوار، وخاصة الأغوار الوسطى.
تظهر الخرائط الحاسوبية في مركز طقس العرب أن هذه الموجة الحارة تتزامن مع تدفق كميات من الرطوبة في الطبقات المتوسطة والعليا من الغلاف الجوي، بالتزامن مع عمليات التسخين الشديد لسطح الأرض، مما يؤدي إلى ظهور كميات من السحب المتوسطة والعالية، مع وجود إمكانية لهطول زخات أمطار رعدية متفرقة وعشوائية، خاصة في مناطق جنوب وشرق المملكة، ابتداءً من عصر السبت، وتستمر يومياً حتى الاثنين، وهذا أمر غير شائع في ذروة فصل الصيف.
كما من المتوقع أن تكون السحب الرعدية مصحوبة برياح هابطة قوية في المناطق التي تتواجد فيها، وقد تصل سرعة هباتها إلى أكثر من 70 كم/ساعة، مما يؤدي إلى تشكل موجات غبار كثيفة وعواصف رملية تنشأ حول السحب الرعدية بسبب الرياح الهابطة الشديدة المرافقة لها. وسرعان ما تتوسع هذه العواصف لتشمل مناطق أبعد عن نطاق السحب، وربما تصل إلى المدن.
على سبيل المثال، قد تنشأ سحابة رعدية في مناطق البادية الشرقية، مما يولد رياحاً هابطة قوية تثير الغبار وتشكل عاصفة رملية تبدأ محلياً، لكنها سرعان ما تنتشر بسرعة وبشكل مفاجئ نحو مناطق أوسع، بما في ذلك مراكز المدن. وتتطلب هذه الرياح تثبيت الممتلكات الخارجية والقيادة بحذر بالغ أثناء وقوعها، خاصة في مناطق البادية.
