بينما تتواصل المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، يترقب الوسط الدبلوماسي زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف خلال الأيام القليلة المقبلة، في محاولة لتسريع وتيرة المفاوضات والوصول إلى نقطة تحول في مسارها.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 14 العبرية عن مصدر سياسي إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مارس ضغوطًا من أجل إحياء خطة ترامب القديمة، التي تنص على ترحيل سكان قطاع غزة ضمن رؤية أمنية وسياسية شاملة.
وعلى الرغم من التوقعات التي كانت تشير إلى احتمال الإعلان عن صفقة تبادل أسرى خلال زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، إلا أن مصادر متعددة أكدت أن المحادثات لم تصل بعد إلى مرحلة النضج الكامل. لكن بالمقابل، اعتبرت هذه المصادر أن الزيارة كانت ناجحة سياسيًا، وأسست فعليًا لما وُصف بأنه “صفقة إقليمية كبرى”.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي: “لا تزال هناك خلافات قائمة مع حماس. نحن أمام فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق، لكن ذلك لن يحدث في اليومين المقبلين. العملية تحتاج إلى بعض الوقت.”
وفي لقائهما في واشنطن، ناقش نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خطة استراتيجية واسعة لتغيير الواقع السياسي في الشرق الأوسط. المرحلة الأولى من هذه الخطة تتضمن صفقة تبادل أسرى، تُمهد الطريق لإنهاء الحرب لاحقًا، وتتبعها سلسلة اتفاقيات تطبيع مع عدة دول عربية وإسلامية.
الخطة المطروحة حاليًا، والتي ناقشها ويتكوف، تبدأ بوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها الإفراج عن نحو نصف الأسرى الإسرائيليين. وتُستكمل هذه الفترة بإطلاق مفاوضات موسّعة لإنهاء الحرب، استنادًا إلى مبادئ تم التوافق عليها بين الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل.
وتشمل هذه المبادئ – بحسب مصادر مطلعة – إخراج قادة حماس من غزة مقابل ضمانات بعدم ملاحقتهم، إلى جانب نزع سلاح القطاع بالكامل، وتفكيك بنية حماس التنظيمية والعسكرية.
من جانبه، شدد نتنياهو على أن أهداف الحرب لا تزال ثابتة، وأن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يتضمن نزع سلاح غزة بشكل كامل. وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق نهائي وفق هذه الشروط، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تخططان للإعلان عن حزمة من اتفاقيات التطبيع الجديدة، تشمل دولًا مثل السعودية وسوريا وإندونيسيا وموريتانيا.
