الأربعاء, أكتوبر 29, 2025
الرئيسيةالثقافة والمجتمعفي عيدها الثامن عشر.. البترا تحتفل بصمت وسط غياب الزوار الأجانب

في عيدها الثامن عشر.. البترا تحتفل بصمت وسط غياب الزوار الأجانب

للمرة الثامنة عشرة، يحلّ السابع من تموز حاملاً معه ذكرى اختيار مدينة البترا كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة. لكن عام 2025 بدا مختلفاً عن الأعوام السابقة، حيث غابت الاحتفالات الرسمية التي كانت تُقام كل عام، بسبب التراجع الحاد في أعداد السياح، وتفاقم الأوضاع المالية لسلطة إقليم البترا للعام الثاني على التوالي، نتيجة لاستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مروراً بالتوترات الإيرانية-الإسرائيلية الأخيرة، وتصاعد الأزمات الإقليمية.

السياحة في البترا تواجه تحديات غير مسبوقة
تعيش البترا، إحدى أبرز الوجهات السياحية والأثرية في الأردن، أزمة غير معهودة في قطاعها السياحي. فقد أُغلقت أبواب العديد من المنشآت السياحية، في وقت يترقب فيه السكان والمسؤولون بوادر انفراج إقليمي يعيد الحياة إلى المدينة ويُنعش الاقتصاد المحلي المرتبط بها. إذ تُعد السياحة مصدر دخل حيوي للمدينة، بما توفره من فرص عمل واستثمارات تقدر بنحو 500 مليون دينار، معظمها تعود ملكيتها لأبناء المجتمع المحلي.

أرقام مقلقة لانخفاض أعداد الزوار
أشارت بيانات رسمية صادرة عن سلطة إقليم البترا التنموي السياحي إلى انخفاض كبير في أعداد الزوار الأجانب، خاصة في شهر حزيران الماضي، حيث بلغ عددهم 16,207 زائر فقط، مقارنة بـ68,349 زائراً في يونيو 2023، و53,888 زائراً في الشهر ذاته من عام 2019.

أما خلال النصف الأول من العام الحالي، فبلغ العدد الإجمالي للزوار 259,798 من جنسيات متعددة، بينهم 175,510 زوار أجانب. بينما سجلت نفس الفترة من العام الماضي 692,595 زائراً، منهم 606,000 زائر أجنبي. وفي عام 2019، استقبلت المدينة خلال نفس الفترة 538,187 زائراً، من بينهم 474,139 زائر أجنبي.

اعتماد اقتصادي كبير على السياحة
قال الدكتور فارس البريزات، رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي:
“مدينة البترا لا تزال تعاني من أزمة حقيقية في القطاعين السياحي والتجاري، نظراً لاعتماد أكثر من 85% من سكان المنطقة على السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى اعتماد السلطة على إيرادات تذاكر دخول الموقع الأثري كمصدر رئيسي للدخل.”

وأوضح البريزات أن السياحة العربية والمحلية لا تكفي لتعويض غياب السياح الأجانب الذين يشكّلون العمود الفقري لتشغيل الفنادق والمنشآت السياحية والقطاع التجاري في المدينة.

كما أشار إلى أن السلطة قامت بمخاطبة الجهات الحكومية المعنية للمطالبة بتقديم إجراءات تخفيفية، من بينها إعادة تفعيل برنامج “استدامة 1″، وتقديم إعفاءات مناسبة، بالإضافة إلى تشجيع المؤسسات والوزارات على تنفيذ أنشطتها في البترا، ما يسهم في دعم جهود إنعاش الاقتصاد المحلي.

انهيار كبير في القطاع الفندقي
وصرّح نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية، حسين الهلالات، قائلاً:
“نسب إلغاء الحجوزات في مدينة البترا تراوحت بين 95% و100%”، مضيفاً أن عدداً كبيراً من الفنادق أُجبر على الإغلاق وتسريح موظفيه، نتيجة انخفاض نسبة الإشغال واعتماد المدينة الكبير على السياحة الأوروبية والأجنبية.

من جانبه، أوضح رئيس جمعية فنادق البترا التعاونية، عبدالله الحسنات، أن:

28 فندقاً مصنفاً قد أُغلق، بإجمالي 1975 غرفة، وهو ما يمثل 56% من مجموع الغرف الفندقية المصنفة في المنطقة.

أما الفنادق الشعبية غير المصنفة، فبلغ عدد الغرف المغلقة فيها 200 غرفة موزعة على 10 فنادق شعبية، أي 100% من هذا النوع.

وبذلك، تبلغ نسبة الغرف الفندقية المغلقة سواء كانت مصنفة أو غير مصنفة 59% من إجمالي 3700 غرفة فندقية في إقليم البترا.

Ahmad Al-Khatib
Ahmad Al-Khatib
أحمد الحاتب — صحفي ومحلل يتمتع بخبرة تزيد عن 12 عامًا، عمل مع كبرى وسائل الإعلام في الأردن والعالم. يتخصص في التحليل والتغطية الصحفية والتحقيقات في مجالات الأخبار والثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا، مما يعزز مكانة موقع jonews24.
مقالات ذات صلة

الأكثر شعبية

التعليقات الأخيرة