السبت, سبتمبر 13, 2025
الرئيسيةأخبار الأردنوادي الأردن: مزارعون يواجهون مأزق العجز عن تجهيز أراضيهم للموسم الزراعي بسبب...

وادي الأردن: مزارعون يواجهون مأزق العجز عن تجهيز أراضيهم للموسم الزراعي بسبب شح المياه

يواجه القطاع الزراعي في وادي الأردن أزمة حادة تهدد استدامته، حيث أدى النقص الشديد في مياه الري إلى تعطيل عمليات تجهيز الأراضي للموسم الزراعي المقبل. وتشير الأرقام الصادرة عن سلطة وادي الأردن إلى تراجع مستمر في مخزون السدود الرئيسة، وعلى رأسها سد الملك طلال، الذي وصل إلى مستويات حرجة، مما يثير قلق المزارعين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على مياه الأمطار لري أراضيهم خلال الموسم الشتوي.

بدأت بوادر الأزمة مع حلول فصل الصيف، الفترة المثالية لتعقيم التربة للقضاء على الآفات، إلا أن تقنين الحصص المائية من قبل الجهات المختصة حال دون تمكن المزارعين من إتمام هذه العملية الحيوية. ويؤكد مزارعون أن تعقيم التربة خطوة أساسية لضمان نمو مثالي للمحاصيل، لكن شح المياه جعل معظم المزارعين عاجزين عن البدء بها، مما يهدد جودة وكمية الإنتاج الزراعي.

تحديات المزارعين وشبح الخسائر

يعبر المزارع محمود الشحادات عن قلقه العميق قائلاً: “كل يوم يمر دون مياه كافية يؤخر الموسم الزراعي، الذي يمثل العمود الفقري لاقتصاد وادي الأردن. التأخير في تجهيز الأراضي سيؤثر على توقيت الإنتاج، مما قد يؤدي إلى خسائر فادحة بسبب تزامن الإنتاج في جميع المناطق، مما يقلل من فرص التسويق المبكر.” ويضيف أن التربة الجافة ونقص المياه يجعلان عمليات التعقيم مستحيلة، مما يهدد بتدهور جودة المحاصيل.

من جهته، يشير المزارع محمد البلاونة إلى أن الموسم الشتوي يمثل مصدر رزق رئيسي لآلاف العاملين في وادي الأردن، موضحاً أن نقص المياه أجبره على تأجيل عمليات الحراثة والتسوية والتعقيم في بيوته البلاستيكية. ويحذر من أن تأخر الزراعة قد يؤدي إلى تلف الأشتال الموجودة في المشاتل، مما يكبد المزارعين خسائر مالية كبيرة ويؤثر على الأمن الغذائي بسبب انخفاض الإنتاج وتردي جودته.

تأثيرات مناخية وإدارية

يعزو المزارعون الأزمة إلى عدة عوامل، أبرزها التغيرات المناخية التي أدت إلى انخفاض معدلات هطول الأمطار وزيادة فترات الجفاف، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من التبخر وتفاقم نقص المياه. ووفقًا لـنواش اليازجين، فإن عملية التعقيم الشمسي، التي تعتمد على تغطية التربة بالملش الأسود للقضاء على الآفات، لم تتم هذا العام بسبب شح المياه، مما يزيد من مخاطر الأمراض النباتية ويرفع تكاليف استخدام المبيدات الكيماوية.

من جانبه، يؤكد عدنان الخدام، رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن، أن نقص المياه يهدد استدامة الدورة الزراعية، حيث أدى تراجع مخزون السدود إلى اتخاذ إجراءات تقشفية، مثل تأجيل ضخ المياه حتى أكتوبر المقبل وتقليل ساعات الري. ويحذر من أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى تأخر مواعيد الزراعة، مما يحرم المزارعين من فرصة زراعة محاصيل ذات عائد اقتصادي مرتفع في وقت مبكر، وهو ما قد يضطرهم إلى زراعة محاصيل بديلة أقل ربحية.

جهود سلطة وادي الأردن

توضح سلطة وادي الأردن أن الموسم المطري الماضي كان ضعيفًا، حيث لم يتجاوز تخزين السدود 50% من سعتها الإجمالية، مما دفعها إلى وضع خطط لإدارة الموارد المائية المتاحة بكفاءة. تشمل هذه الخطط توزيع المياه وفق أولويات الاستخدام، تحديد جداول زمنية لدورات الري، وتشجيع المزارعين على اعتماد أنظمة ري حديثة لتقليل الهدر. كما تعمل السلطة على صيانة قنوات الري لتقليل الفاقد الناتج عن التسرب أو التبخر.

حلول مقترحة وآمال معلقة

يطالب المزارعون بإجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة، مثل إنشاء سدود جديدة لتجميع مياه الأمطار وتقليل الاعتماد على المياه الجوفية التي تعاني من الاستنزاف والتملح. كما يدعو خبراء إلى تعزيز تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط، واستخدام المياه المعالجة لتخفيف الضغط على الموارد المائية. ويعول المزارعون على هطول أمطار مبكرة في الموسم الشتوي القادم لإنقاذ أراضيهم وتأمين استمرارية الإنتاج الزراعي.

Ahmad Al-Khatib
Ahmad Al-Khatib
أحمد الحاتب — صحفي ومحلل يتمتع بخبرة تزيد عن 12 عامًا، عمل مع كبرى وسائل الإعلام في الأردن والعالم. يتخصص في التحليل والتغطية الصحفية والتحقيقات في مجالات الأخبار والثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا، مما يعزز مكانة موقع jonews24.
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شعبية

التعليقات الأخيرة