الخميس, أكتوبر 30, 2025
الرئيسيةأخبار الرياضةمنتخب الشباب في كأس العالم لكرة السلة… كيف تحولت الآمال إلى خيبة؟

منتخب الشباب في كأس العالم لكرة السلة… كيف تحولت الآمال إلى خيبة؟

دخل منتخب الأردن للشباب تحت 19 سنة نهائيات كأس العالم لكرة السلة، التي أُقيمت في سويسرا، وهو يحمل آمالًا بسيطة دون ضغطات كبيرة من الشارع الرياضي المحلي. إلا أن الواقع جاء أكثر قسوة مما كان متوقعًا؛ أداء متواضع، خسائر متتالية، وانتقادات بالجملة طالت الجهاز الفني، والاتحاد، وحتى المنظومة السلّوية بأكملها.

التأهل القاري وبداية الفراغ
تأهل المنتخب للمونديال بعد تحقيق المركز الرابع في بطولة آسيا تحت 18 سنة، بقيادة المدرب وسام الصوص، وبمساندة من هيثم طليب. الفريق وقتها قدم عروضًا مميزة، استفاد فيها من الأرض والجمهور، وبرزت أسماء واعدة تُبشر بجيل مميز لكرة السلة الأردنية.

لكن بعد البطولة، غادر الصوص لبدء تجربة تدريبية جديدة في الصين تايبيه، ليترك خلفه فراغاً إدارياً وفنياً كبيراً لم يُعالج سريعًا، رغم أن اتحاد السلة تم تشكيله رسميًا في فبراير الماضي.

التعيين المتأخر.. وإضاعة الوقت
رغم توفر الوقت بعد تشكيل مجلس الاتحاد الجديد، تم تعيين سام دغلس مديرًا فنياً للمنتخب في منتصف مايو، أي قبل أقل من 45 يومًا من انطلاق البطولة. لم يكن هناك معسكر داخلي حقيقي، ولم يتم تجميع اللاعبين المحليين، والاعتماد بقي شبه كلي على اللاعبين المغتربين.

فقط لاعبان من التشكيلة النهائية لعبا في الدوري الممتاز: الطيب قاسم وعبدالله شتات، لكن مشاركتهما كانت محدودة، ما يعكس حجم الفجوة في التحضير.

مشاكل فنية واختيارات مثيرة للجدل
رغم أن دغلس يمتلك تاريخًا كبيرًا كلاعب وخبرة في تطوير المواهب من خلال أكاديميته، إلا أن البعض انتقد تعيينه، خاصة بعد تجربة غير موفّقة كمدرب في الدوري.

أحد أبرز الانتقادات كان استبعاد ميشيل نفاع، نجم الأرثوذكسي وأحد ألمع المواهب في مركز التصويب، وهو ما فسره البعض بأنه خطأ تكتيكي وفني كبير.

المباريات كشفت هشاشة التحضير:

أمام الدومينيكان، ظهر الفريق تائهًا وسط تبديلات عشوائية.

انسحاب المنتخب من مباراة ثانية جاء لأسباب أخلاقية، ولقي استحسانًا عامًا.

أمام سويسرا، انهار الفريق تمامًا، وخسر بفارق كبير وسط غياب واضح لأي حلول فنية.

أمام أمريكا، الهزيمة كانت متوقعة، لكن ما تبعها من خسائر قاسية أمام مالي، والصين، والدومينيكان مجددًا، أكد أن المنتخب لم يكن في مستوى الحدث.

ماذا جرى داخل الفريق؟
الفريق افتقد للانسجام، وتفاوت أداء اللاعبين بشكل واضح. مثلًا، كريم الجعيبات، سجل 16 نقطة ضد أمريكا، لكنه لم يسجل أي نقطة أمام سويسرا أو مالي. هذا التذبذب دليل على عدم قدرة الجهاز الفني على قراءة اللاعبين أو تجهيزهم بالشكل المناسب.

الإصابات، مثل تلك التي لحقت بـ هادي الشامي، وعدم وجود بدلاء أقوياء بدنيًا مثل فارس مشربش، ضاعف من مشاكل الدفاع تحت السلة. كما أن الأسلوب الجديد الذي حاول دغلس فرضه حدّ من فعالية أبرز لاعبي الفريق مثل سيف الدين صالح.

دروس قاسية ونظرة للمستقبل
هذه المشاركة المخيبة كشفت الكثير من الثغرات البنيوية:

تأخر التعيينات الفنية والإدارية.

ضعف منظومة التدريب المحلي.

غياب المعسكرات المناسبة.

الفقر في المنافسات المحلية.

عدم وجود خطة مستدامة لتأهيل المدربين واللاعبين.

ورغم كل الإخفاقات، فإن الجيل الشاب يمتلك خامات واعدة، على غرار: عبدالله أبو صعب، روحي كيلاني، سيف الدين صالح، هادي الشامي، عمر سلمان وغيرهم. لكن المطلوب الآن هو احتضانهم، والاستثمار في تطويرهم، وليس معاقبتهم على فشلٍ لم يكونوا المسؤولين الأوائل عنه.

وماذا عن المنتخب الأول؟
يبقى القلق قائمًا مع اقتراب موعد نهائيات كأس آسيا بعد أقل من شهر، إذ لم يُعلن بعد عن جدول التحضيرات، ولا تجمّع اللاعبين. تجربة منتخب الشباب يجب أن تكون تحذيرًا واضحًا بأن التأخير والإهمال لا يأتيان بنتيجة، وأن الوقت قد حان للتغيير الحقيقي في طريقة إدارة اللعبة.

Ahmad Al-Khatib
Ahmad Al-Khatib
أحمد الحاتب — صحفي ومحلل يتمتع بخبرة تزيد عن 12 عامًا، عمل مع كبرى وسائل الإعلام في الأردن والعالم. يتخصص في التحليل والتغطية الصحفية والتحقيقات في مجالات الأخبار والثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا، مما يعزز مكانة موقع jonews24.
مقالات ذات صلة

الأكثر شعبية

التعليقات الأخيرة