في لواء الغور الشمالي، أطلقت جمعية تلال المنشية برئاسة تهاني الشحيمات مبادرة إنسانية حملت اسم “مشروع حقيبتي”، بالتعاون مع الهيئات التدريسية وعدد من أبناء المجتمع المحلي، بهدف التخفيف من أعباء العائلات الفقيرة مع بداية العام الدراسي الجديد.
90 حقيبة مدرسية وابتسامات مضاعفة
شملت المبادرة توزيع 90 حقيبة مدرسية مجهزة بالقرطاسية على طلبة من مختلف المراحل الدراسية. تقول الشحيمات: “أهالي اللواء يعانون من الفقر والبطالة، وفي كل بيت ما يقارب خمسة إلى ستة طلاب، ما يجعل رب الأسرة عاجزًا عن تأمين المستلزمات المدرسية المرتفعة الكلفة”.
وأكدت أن هذه الخطوة جاءت بدعم من المجتمع المحلي، مضيفة: “المبادرة كانت سببًا في إدخال الفرح إلى قلوب الطلبة وأسرهم، خصوصًا في هذا التوقيت المهم مع بداية العام الدراسي”.
اختيار الألوان.. لمسة أمل
أوضحت الشحيمات أن عملية التوزيع جرت وفق مسوحات ميدانية وقاعدة بيانات الجمعيات الخيرية، بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية. ولزيادة البهجة، أُتيح لكل طالب اختيار لون حقيبته بنفسه، ليشعر أنها هدية شخصية تعزز حماسه لمواصلة دراسته.
دعم المجتمع المحلي أساس النجاح
شدّدت الشحيمات على أن قوة هذه المبادرات تكمن في تكاتف المجتمع المحلي، قائلة: “ما يقدمه الأهالي والداعمون اليوم قد يبدو بسيطًا، لكنه يصنع فارقًا كبيرًا في مستقبل الطلبة ويعزز انتماءهم ونهجهم الصحيح”.
أصوات من المجتمع
- الناشط الاجتماعي خالد العربي شدّد على أهمية دعم الصفوف الثلاثة الأولى بوصفها الأساس في التعليم الأكاديمي، معتبرًا أن “مشروع حقيبتي يشكل فارقًا ملموسًا في رغبة الطلبة بالاستمرار في التعلم”.
- المواطن محمد الخالد، وهو أب لأربعة طلاب، قال إن المبادرة ساهمت في حل مشاكل اقتصادية واجتماعية عديدة، مضيفًا: “وفرت لنا جميع المستلزمات الدراسية وأدخلت الفرح إلى بيوتنا”.
واقع اقتصادي صعب
تعيش الكثير من أسر الغور الشمالي أوضاعًا معيشية صعبة، إذ تصل نسبة الفقر إلى 37%، فيما يعتمد أكثر من 4300 أسرة على دعم صندوق المعونة الوطنية. وغالبية السكان يعملون في الزراعة الموسمية، ما يتركهم بلا مصدر دخل ثابت بعد انتهاء الموسم.
المواطنة أم نزار عبّرت عن معاناتها قائلة: “راتب زوجي لا يتجاوز 200 دينار، وبعد دفع فواتير الكهرباء والماء وشراء المواد الأساسية لا يتبقى شيء. لدي خمسة أبناء، ثلاثة منهم طلاب، يذهبون إلى مدارسهم بحقائب وملابس قديمة”.
الحاجة إلى حلول جذرية
من جانبها، أوضحت نسرين أبو دعوس، رئيسة جمعية الشيخ حسين، أن “غياب المشاريع الاستثمارية وفرص العمل الدائمة أحد أبرز أسباب استمرار الفقر”، لافتة إلى أن أغلب الأسر تعتمد على عمل يومي بأجور متدنية، ما يفاقم معاناتها.