حسمت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام الجدل بإعلانها، في أوسلو اليوم الجمعة، فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماشادو بجائزة 2025 تقديرًا لدورها في الدفع نحو انتقال ديمقراطي سلمي ومقاومة الاستبداد بوسائل غير عنيفة في فنزويلا، لتنتهي بذلك شهورٌ من التكهنات حول ما إذا كانت حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتأخرة من أجل «سلام الشرق الأوسط» ستقوده إلى المنصة.
أشادت اللجنة بجهود ماشادو ووصفتها بأنها «مناضلة شجاعة ومخلِصة من أجل السلام» و«تحافظ على شعلة الديمقراطية متقدةً وسط عتمةٍ متزايدة»، في صياغةٍ لافتةٍ رسّخت سبب الاختيار هذا العام.
تبلغ ماشادو 58 عامًا، وتعيش في التخفي منذ تشديد السلطات الفنزويلية قبضتها على المعارضة عقب انتخابات 2024؛ ولم يتضح بعد ما إذا كانت ستتمكن من حضور حفل تسليم الجوائز في 10 ديسمبر/كانون الأول في أوسلو بسبب اعتبارات أمنية.
من كان ضمن لجنة نوبل للسلام 2025؟
تشكّلت لجنة هذا العام من رئيسها يورغن فاتنه فريدنِس، ونائبه أسله تويه، وعضوية آن إنغير وكريستين كليمت وغري لارسن. دافع فريدنِس عن استقلالية قرارات اللجنة رغم الضغوط السياسية، فيما لفت تويه إلى أنّ حملات الضغط العلنية عادةً ما تُضعف حظوظ المرشحين بدل أن تُقوّيها.
عُقد الاجتماع النهائي للجنة يوم الإثنين السابق للإعلان—أي قبل اكتمال اللمسات الأخيرة على أي مبادرات سلام مُعلنة مؤخرًا—في تذكير بأنّ قرار الجائزة يُحسَم مبكرًا بعد أشهرٍ من المداولات.
مشهد الترشيحات والتوقعات
تنافس هذا العام 338 مرشّحًا (244 فردًا و94 منظمة). ورجّحت تغطيات وتحليلات سابقة أسماءً مثل شبكة «غرف الطوارئ» السودانية (ERR) ويوليا نافالنايا أرملة أليكسي نافالني، ومكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (ODIHR) التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وعلى منصّات أسواق التوقعات، تدنّت حظوظ ترامب إلى خانةٍ أحادية الرقم قبيل الإعلان.
ماذا عن حظوظ ترامب ولماذا خابت؟
رغم ضجيج الحملة وشهادات داعمة، اعتبر باحثون أنّ فرص ترامب ضعيفة لأن معايير نوبل تركّز على العمل متعدد الأطراف وبناء السلام المستدام، فيما تؤكد اللجنة أنّ الحملات العلنية لا تؤثّر في قرارها. وأشار محللون في أوسلو إلى أن الاختيار هذا العام يبرز استقلالية اللجنة، وأنّ مكافأة ماشادو لا تُعدّ «إهانة» لترامب في ظل الدعم الأمريكي الطويل للمعارضة الديمقراطية في فنزويلا.
من هي ماريا كورينا ماشادو؟
وُلدت ماشادو في كاراكاس عام 1967، وهي مهندسة صناعية برزت منذ مطلع الألفية كوجهٍ بارزٍ في المعارضة. أسست عام 2002 منظمة «سوماتِه» (Súmate) لمراقبة الانتخابات، وانتُخبت نائبةً في الجمعية الوطنية عام 2010 قبل إقصائها في 2014 مع تضييق الخناق على المعارضين. تقود اليوم حزب «فِنتِه فنزويلا» وأسهمت في تأسيس تحالف «سوي فنزويلا» لتجميع قوى الديمقراطية. فازت بالانتخابات التمهيدية للمعارضة عام 2023 لكنّها مُنعت من الترشح في انتخابات 2024، فدعمت لاحقًا إدموندو غونزاليس أوريتيّا.
قيمة الجائزة ومراسم التسليم
تبلغ قيمة جائزة نوبل هذا العام 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.2 مليون دولار)، وتُسلَّم في 10 ديسمبر/كانون الأول—ذكرى وفاة ألفريد نوبل—في العاصمة النرويجية أوسلو.
