قد لا يكون الشعور بألم في الفك عند الاستيقاظ أو ملاحظة تآكل في الأسنان مجرد اضطراب في النوم، بل علامة على ما يُعرف بـ”صرير الأسنان الليلي” أو “الجز على الأسنان” (Bruxism)، وهو سلوك لا إرادي يتمثل في انقباض أو طحن الأسنان، ويحدث غالبًا أثناء النوم دون أن يشعر الشخص بذلك.
ما هو صرير الأسنان؟
توضح الدكتورة ميشيل شولتز، أخصائية ألم الوجه والفكين بجامعة روتجرز، أن صرير الأسنان هو نشاط مفرط في عضلات الفك يشمل الضغط على الأسنان أو دفع الفك السفلي للأمام. وغالبًا ما يتم اكتشافه من قِبل طبيب الأسنان خلال الفحوصات الدورية، عند ظهور علامات تآكل الأسنان أو شكاوى من آلام في الفك أو حساسية زائدة. وفي الحالات المتقدمة، قد تصل الأضرار إلى كسور في الأسنان أو مشكلات في المفصل الفكي الصدغي.
الأسباب الشائعة وراء صرير الأسنان
صرير الأسنان ليس له سبب واحد مباشر، بل يرتبط بمزيج من العوامل:
- الضغوط النفسية والتوتر: أحد أبرز العوامل، ويظهر غالبًا في فترات الامتحانات أو ضغوط العمل.
- العادات اليومية: مثل الإفراط في الكافيين والكحول والتدخين.
- الأدوية: خاصة بعض مضادات الاكتئاب مثل SSRIs وSNRIs.
- أمراض مزمنة: مثل مرض باركنسون، والصرع، واضطرابات الغدة الدرقية، وأمراض النوم كالأرق وانقطاع التنفس أثناء النوم.
كيف يمكن التعامل مع صرير الأسنان؟
رغم أنه لا يُشفى دائمًا بشكل كامل، فإن التحكم في الأعراض ممكن وفعّال. ومن أبرز طرق العلاج:
- الواقي الليلي: جهاز مخصص يُركب على الأسنان أثناء النوم لحمايتها وتخفيف الضغط على الفك.
- تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل وتمارين التنفس. توصي شولتز بتمرين بسيط: “ضع لسانك على سقف الفم واسترخِ وخذ نفسًا عميقًا”.
- تقليل المنبهات: خفض استهلاك الكافيين والكحول والتوقف عن التدخين.
- حقن البوتوكس: يُستخدم لتقليل انقباض عضلات الفك، مما يخفف الأعراض.
- مرخيات العضلات: قد تكون مفيدة لفترات قصيرة في الحالات المؤلمة.
- علاج اضطرابات النوم: عند ارتباط صرير الأسنان بمشكلات في النوم، يجب علاج السبب الجذري بالتعاون مع أخصائي طب النوم.
التعايش مع الحالة على المدى الطويل
تؤكد الدكتورة سيما كوروب من جامعة كونيتيكت أن العلاج يركز على إدارة الحالة بدلاً من القضاء عليها تمامًا، خاصة إذا استمرت لسنوات أو كانت مرتبطة بأمراض أخرى. وتشدد على أن التعامل السليم والمتابعة الطبية المستمرة يمكن أن يخففا من الأعراض ويمنعا المضاعفات
