تسبب صاروخ أُطلق من اليمن، اليوم الخميس، في وقف المباراة النهائية لبطولة “كأس الدولة” الإسرائيلي لكرة القدم، والتي جمعت بين فريقي هبوعيل بئر السبع وبيتار القدس، في ملعب بلومفيلد بمدينة تل أبيب المحتلة، وسط حالة من الذعر في صفوف آلاف المشجعين، بحضور الرئيس إسحاق هرتسوغ.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن المباراة توقفت مرتين، الأولى بعد دوي صافرات الإنذار نتيجة إطلاق الصاروخ، والثانية بسبب هتافات عنصرية من جماهير الفريقين. وقد تم إجلاء الرئيس هرتسوغ من منصة المشاهدة إلى مكان آمن، فيما أُمرت الجماهير بالاستلقاء أرضًا لحمايتهم من أي شظايا محتملة.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن صافرات الإنذار دوّت في عدة مناطق وسط الأراضي المحتلة، مما أحدث حالة من الفوضى داخل الملعب، حيث لجأ الآلاف إلى الانبطاح أرضًا فور انطلاق صفارات الإنذار.
كما أعلنت القناة 12 العبرية توقف حركة الملاحة الجوية مؤقتًا في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، بالتزامن مع إطلاق الصاروخ. وأصدر “جيش” الاحتلال بيانًا مقتضبًا أكد فيه اعتراض صاروخ واحد أطلق من اليمن.
بيان القوات المسلحة اليمنية
في المقابل، أعلنت القوات المسلحة اليمنية مساء الخميس تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار اللد، المعروف إسرائيليًا بـ”مطار بن غوريون”، باستخدام صاروخ بالستي فرط صوتي. وأكد المتحدث العسكري، العميد يحيى سريع، نجاح العملية، قائلاً إنها أجبرت “ملايين الصهاينة المحتلين على الهروب إلى الملاجئ وتوقّف حركة الملاحة الجوية”.
وأضاف سريع أن العملية جاءت “تأكيدًا لاستمرار القوات المسلحة اليمنية في أداء واجبها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه إخواننا في فلسطين حتى وقف العدوان عليهم ورفع الحصار عنهم”، مشددًا على استمرار استهداف مطار اللد مستقبلاً.
تداعيات العملية
ترافقت الضربة اليمنية مع تقارير عن سقوط شظايا صواريخ اعتراض في مناطق جنوب القدس، ومحيط مستوطنات قريبة، ما أثار حالة من التوتر في صفوف المستوطنين.
من جهته، قال قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي، إن “العدوان الصهيوني على مطار صنعاء لن يُثني اليمن عن مواصلة دعمه للشعب الفلسطيني”، مؤكدًا تصعيد العمليات اليمنية ضد الكيان المحتل في المرحلة القادمة.
وكان الطيران الإسرائيلي قد شنّ في وقت سابق غارات على مطار صنعاء الدولي بعد أقل من أسبوعين على إعادة تشغيله، ضمن تصعيد مستمر ضد اليمن.
دعم مستمر لغزة
يُذكر أن الضربات الصاروخية اليمنية الأخيرة تأتي ضمن حملة استهداف منظمة تنفذها صنعاء ضد مطارات وموانئ الاحتلال، بهدف فرض حصار جوي ردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة. وقد تسببت هذه الهجمات في شلل مؤقت لحركة الملاحة الجوية، وإجبار عدد من شركات الطيران العالمية على تعليق رحلاتها إلى الأراضي المحتلة.
وتؤكد صنعاء أن هذه العمليات ستستمر حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي ويُرفع الحصار عن قطاع غزة، في موقف ثابت يربط بين الجبهات العربية الداعمة للمقاومة الفلسطينية.