أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، في مدينة سمرقند، جلسة مباحثات مع رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، ركزت على طرق تعزيز الروابط بين الدولتين وتطوير التعاون في شتى الميادين.
في مستهل المباحثات، قدم جلالة الملك شكره للرئيس ميرضيائيف على الاستقبال الدافئ والضيافة الكريمة، مشيداً بالروابط السياسية التي ربطت البلدين على مدى الـ32 عاماً المنصرمة.
وأشار جلالته إلى أن هذه الزيارة تمثل انطلاقة لمرحلة جديدة في العلاقات البارزة بين الأردن وأوزبكستان، مؤكداً أهمية الاستفادة من الفرص الواعدة في القطاعات الاقتصادية والعسكرية.
وأثنى جلالة الملك، خلال الجلسة التي حضرها سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته، برؤية الرئيس ميرضيائيف تجاه مستقبل شعبه، وقيادته في إنجاز الإصلاحات.
من ناحيته، رحب رئيس جمهورية أوزبكستان بجلالة الملك في زيارته الأولى إلى أوزبكستان، التي تعكس تقدير جلالته للتراث الغني للجمهورية وشعبها وتنوعه.
وأعرب الرئيس ميرضيائيف عن إعجابه بحرص جلالته على تعزيز الحوار بين الأديان، وجهوده في توفير أساسيات الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وقال مخاطبا جلالته: “أنتم أحد أكثر الزعماء تأثيرا في العالم الإسلامي”.
وأضاف أن الأردن يتقدم بخطى ثابتة بفضل سياسة جلالة الملك الحكيمة، نحو مزيد من التنمية، ويتمتع بمكانة بارزة على الصعيد الدولي.
وأبرز الرئيس ميرضيائيف التشابه الواضح بين رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن، ورؤية أوزبكستان 2030.
وأوضح أن هذا العام يوافق الذكرى الـ32 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، مشيراً إلى أن الأردن كان من أوائل الدول العربية التي أقامت سفارة لها في أوزبكستان.
وتطرقت المباحثات إلى التطورات في الشرق الأوسط، حيث جدد جلالة الملك دعوته المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود لتخفيف التوتر واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد جلالته على أهمية إيقاف الحرب في غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية هناك، والسماح بتدفق المساعدات دون عوائق.
وشدد جلالة الملك على ضرورة وقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأعاد جلالته التأكيد على رفض الأردن وإدانته لأي محاولات لاحتلال أو ضم الأراضي في غزة أو الضفة الغربية، وتهجير الفلسطينيين.
وحضر الجلسة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك المهندس علاء البطاينة، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، ووزير الزراعة الدكتور صائب الخريسات، وسفير الأردن لدى كازاخستان ديماي حداد.
وشهد جلالة الملك والرئيس ميرضيائيف تبادل حكومتي الدولتين لتسع اتفاقيات وبرتوكولي تعاون وثلاث مذكرات تفاهم في مجالات متنوعة تشمل التعليم العالي والسياحة وإعفاء التأشيرات والاستثمار والجمارك والزراعة والخدمات الجوية والشؤون الدينية وتسليم الأشخاص والمواصفات والمقاييس.
وأنعم جلالته على رئيس جمهورية أوزبكستان بوسام النهضة المرصع، تقديراً لجهوده وتعزيزاً للروابط الوثيقة بين البلدين والشعبين الصديقين.
وزار جلالة الملك معرضاً لمنتجات مصنعة في أوزبكستان يضم منسوجات وأقمشة، ومعدات تكنولوجية وبرمجيات، ومنتجات كيميائية ودوائية وزراعية وغذائية.
وكان جلالته قد زار أمس الاثنين مواقع ثقافية وسياحية ودينية في مدينة سمرقند، شملت ضريح الصحابي القثم بن عباس، وموقع “المدينة الخالدة” السياحي، وساحة ريجستان المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
