أُدرج مبحث رياضيات الأعمال ضمن مناهج الثانوية العامة كخطوة تعليمية نوعية تستهدف إعداد طلبة حقل الأعمال بأسس رياضية متينة تواكب متطلبات الدراسة الجامعية وتحديات سوق العمل. يهدف هذا المبحث إلى تمكين الطلبة من فهم المفاهيم الرياضية ذات الصلة بالإدارة والتمويل والمحاسبة، بما يعزز قدرتهم على التحليل الكمي واتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.
يسهم تدريس المبحث الجديد في توفير وقت وجهد الطلبة خلال المرحلة الجامعية، إذ يمكّنهم من التركيز على تعميق معارفهم الإدارية بدلاً من الرجوع إلى أساسيات رياضية كان من الممكن اكتسابها سابقًا. كما يعد هذا التوجه مساهمة مباشرة في بناء كفاءات تحليلية تلائم متطلبات بيئة الأعمال المعاصرة.
وإلى جانب طلبة الأعمال، يُتاح المبحث بشكل اختياري لطلبة الحقول الأكاديمية الأخرى، ما يمنحهم فرصة لاكتساب مهارات رياضية تطبيقية مفيدة في الحياة العملية، لا سيما في معالجة المسائل الحسابية اليومية. ويُعد كذلك خيارًا مناسبًا للطلبة الباحثين عن مادة ذات محتوى مبسّط نسبيًا مقارنة برياضيات حقل الهندسة أو العلوم.
مكونات المبحث ومحتواه
يتكوّن مبحث رياضيات الأعمال من جزئين دراسيين، ويُرفق بكتاب تمارين عملي يدعم الفهم والتطبيق. يشمل الجزء الأول ثلاث وحدات رئيسية تتناول المصفوفات، نظرية المخططات، والبرمجة الخطية، وهي أدوات أساسية تُستخدم في التحليل الإداري والاستراتيجي.
أما الجزء الثاني، فيغطي وحدات تتعلق بالمتسلسلات الزمنية، فترات الثقة، اختبار الفرضيات، المتغيرات العشوائية، والتوزيعات الاحتمالية، وهي موضوعات محورية في تحليل البيانات واتخاذ القرارات المستندة إلى الإحصاء والاحتمالات، وجميعها عناصر ضرورية في تخصصات إدارة الأعمال.
وقد جرى تحديد هذه المحاور بعد مراجعة تجارب دولية مماثلة واستشارة أساتذة إدارة الأعمال في الجامعات الأردنية، لضمان ملاءمتها لحاجات الطلبة وخصوصية التخصصات الأكاديمية.
خطة التدريس والتصميم التربوي
ضمن خطة تطوير الثانوية العامة، تم اعتماد رياضيات الأعمال كمبحث إلزامي لطلبة حقل الأعمال، مع تخصيص خمس حصص أسبوعيًا له، ويُباشر تدريسه بدءًا من العام الدراسي 2025/2026 لطلبة الصف الثاني عشر.
صُمم الكتاب بما ينسجم مع سلسلة كتب الرياضيات التي أعدها المركز الوطني لتطوير المناهج، مستندًا إلى أحدث المعايير التربوية التي تتيح تقديم المفاهيم الرياضية بأساليب متعددة تراعي اختلاف أنماط التعلم لدى الطلبة.
كما زُوّد الكتاب بمواقف حياتية وتطبيقات عملية من واقع بيئة الأعمال الأردنية، ما يعزز ارتباط الطالب بالمحتوى الدراسي. واعتمد أسلوبًا تدريجيًا في الطرح يناسب التفاوت في مستويات الطلبة، مع تركيز خاص على تطوير مهارات التفكير العليا، كالتحليل والاستنتاج، بما يؤهل الطلبة لاستخدام المهارات الرياضية في معالجة مشكلات واقعية واتخاذ قرارات فعالة في بيئات العمل.
