كشفت دراسة طبية جديدة عن وجود علاقة محتملة بين حمل الهاتف المحمول في جيب البنطال وانخفاض الخصوبة عند الرجال، وهي عادة يومية شائعة قد يكون لها أثر سلبي على القدرة الإنجابية.
وأوضحت الدكتورة ناتاليا ماكاروفا، المتخصصة في علم الأجنة السريري، أن العقم الذكوري غالبًا ما ينتج عن خلل في إنتاج الحيوانات المنوية. وأشارت إلى أن هذه المشكلة باتت أكثر انتشارًا من الأسباب الأنثوية المتعلقة بالعقم. وصرّحت قائلة:
“يحاول العلماء حول العالم دراسة هذه الظاهرة وفهم أسباب تزايد حالات العقم بين الجنسين. أولا، بسبب تأخر سن الإنجاب إلى ما بعد الخامسة والثلاثين. وللأسف، تُعد هذه السن نقطة تحول حرجة في انخفاض خصوبة المرأة.
ثانيا، لا يتم التحذير بشكل كاف من مخاطر حمل الهواتف في جيوب البنطال، حيث تؤثر هذه العادة سلبًا على حركة الحيوانات المنوية، تمامًا كما تفعل الحمامات الساخنة أو الساونا.”
وترى ماكاروفا أن الإشعاعات والموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر عن الهاتف قد تؤثر على الخلايا التناسلية، وتؤدي إلى تراجع جودة الحيوانات المنوية مع مرور الوقت، مما يفرض الحاجة إلى رفع الوعي بهذه المخاطر، خاصة في فئة الشباب.
إلى جانب العوامل البيئية، تحدثت الخبيرة أيضًا عن العقم المناعي، وهو أحد الأسباب المعقدة التي قد تؤدي إلى ضعف الخصوبة. في بعض الحالات، ينتج جسم الرجل أو المرأة أجسامًا مضادة تهاجم الحيوانات المنوية، مما يعطل بنيتها ويحد من قدرتها على الحركة أو اختراق البويضة. وغالبًا ما يتم العثور على هذه الأجسام في الدم أو السائل المنوي أو مخاط عنق الرحم، حيث تؤدي إلى التصاق الحيوانات المنوية ببعضها أو إبطاء حركتها.
تؤكد ماكاروفا أن هذه العوامل مجتمعة البيئية والمناعية – تفرض الحاجة إلى مراجعة العادات اليومية مثل استخدام الهواتف المحمولة، والابتعاد عن مصادر الحرارة الزائدة، إلى جانب التوجه للفحص الطبي المتخصص عند وجود مشاكل في الإنجاب.