أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص يميلون إلى إظهار تعاطف أكبر مع الجماعات مقارنة بالأفراد، وهو ما يظهر بوضوح في نتائج شباك التذاكر والمواقف الاجتماعية التي يتعرض لها الأفراد في الحياة اليومية.
التعاطف: قدرة البشر على فهم ومشاركة مشاعر الآخرين
يُعرّف التعاطف على أنه القدرة على فهم ومشاركة مشاعر الآخرين، ويشعر بعض الأفراد أن هذه القدرة يمكن أن تكون “مؤلمة”، خاصة عندما يقارنونها بالبقاء محايدين وعدم التدخل في المشاعر، كما أفاد الباحثون في الدراسة.
الدراسة: اختبار تأثير التعاطف مع الأفراد والمجموعات
الدراسة، التي قادها علماء من السويد ونُشرت في مجلة “فرونتيرز في سيكولوجي”، شملت 296 مشاركًا. تم إجراء اختبار يتضمن عرض مجموعتين من الصور: الأولى تضم أفرادًا، والثانية تظهر مجموعات من الناس. كما عُرضت على المشاركين بطاقتان، إحداهما تطلب منهم التعاطف مع الأشخاص في الصورة، والأخرى تطلب منهم البقاء محايدين.
النتائج: الاختلاف في مستوى التعاطف مع الأفراد والمجموعات
عند عرض الصورة، طُلب من المشاركين كتابة ثلاث كلمات رئيسية لوصف مشاعر الأشخاص في الصورة أو مظهرهم. كما تم تقييم الجهد المبذول في التعاطف أو مدى صعوبة العملية. أظهرت النتائج أن المشاركين كانوا أكثر ميلاً للبقاء محايدين عندما تعاملوا مع الأفراد، بينما كانوا أكثر استعدادًا للتعاطف مع المجموعات.
وأشارت النتائج إلى أن التعاطف مع كل من الأفراد والمجموعات كان يتطلب جهدًا أكبر ويشعر الأفراد أحيانًا أنه أمر مؤلم أو مزعج.
تفسير الدكتورة هاجدي موشي للتعاطف مع الجماعات
قالت الدكتورة هاجدي موشي من جامعة لينشوبينغ في السويد، التي قادت الدراسة، إن رغبة الناس في التعاطف تختلف بناءً على ما إذا كان الطرف الآخر شخصًا واحدًا أو مجموعة. وأوضحت أن الناس غالبًا ما يكونون أكثر ميلاً للتعاطف مع المجموعات، رغم أن هذا النوع من التعاطف قد يتطلب جهدًا أكبر وأحيانًا يكون أكثر إرهاقًا من مجرد البقاء على الحياد.
التعاطف مع الأفراد والمجموعات: نتائج الدراسة
أظهرت الدراسة أن 34% فقط من المشاركين اختاروا التعاطف مع الأفراد، بينما اختار 53% التعاطف مع المجموعات، حتى مع اعترافهم بأن التعاطف كان صعبًا وأحيانًا مزعجًا.
التعاطف في حالات محدودة المعلومات
وأضافت الدكتورة موشي أن التعاطف يعني بذل جهد لتخيل مشاعر الآخرين ومحاولة فهم ما يشعرون به، وليس مجرد ملاحظة مظهرهم الخارجي. وأوضحت أنه قد يكون أكثر صعوبة عندما تكون المعلومات المتاحة محدودة، مثل تعبيرات وجه محايدة دون لغة جسد أو سياق واضح.
التطلعات المستقبلية للدراسات
اختتمت الدكتورة موشي بتوجيه اقتراحات لدراسات قادمة تقارن بشكل مباشر بين صور لأفراد وصور لمجموعات، لمعرفة ما إذا كان الناس يميلون أكثر للتعاطف مع الأفراد أو مع الجماعات. وقالت: “بهذه الطريقة يمكننا أن نحصل على فهم أعمق حول تفضيلات الناس في التعاطف، وما إذا كانوا يتعاطفون أكثر مع الأشخاص أم مع الجماعات.”