أكد خبير الطاقة مبارك الطهراوي أن اتفاقية توريد الغاز الطبيعي من حقل الريشة إلى الشبكة الكهربائية الأردنية تمثل “أحداثاً تاريخية وتغييراً جذرياً في استراتيجية الطاقة الوطنية”، مشدداً على أن المملكة باتت على بعد خطوات قليلة من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال الثلاث سنوات القادمة.
وأفصل الطهراوي، في حديث إذاعي، أن إنتاج الغاز من حقل الريشة تراجع من 9 ملايين قدم مكعب إلى 75 مليون قدم مكعب يومياً، متوقعاً أن يرتفع الإنتاج إلى 400 مليون قدم مكعب يومياً بحلول 2028، بعد إكمال خطة حفر 80 بئراً إضافياً بالشراكة مع شركة كويتية متخصصة.
وأضاف أن هذا التقدم يعني عملياً أن “الأردن لن يقتصر على تلبية احتياجاته من الغاز لإنتاج الكهرباء فحسب، بل قد يتحول إلى مصدر للتصدير”، موضحاً أن الاحتياطي المؤكد في الحقل يتراوح بين 12 و14 تريليون قدم مكعب، وهو يمثل 10% فقط من حوض الريشة الذي يمتد عبر الحدود السورية والعراقية والسعودية، مما يفتح آفاقاً واسعة للتوسع.
وأبرز الطهراوي أن الشراكة بين شركة البترول الوطنية والشركة اللوجستية للنفط (جووتك) وشركة الكهرباء الوطنية في الاتفاقية الجديدة ستعزز كفاءة نقل وتسييل واستخدام الغاز محلياً، محذراً من أن مشروع ربط حقل الريشة بخط الغاز العربي بحلول 2029 سيسمح للأردن بتصدير المخزون الزائد إلى دول الجوار.
وختم الطهراوي حديثه بالتشديد على أن النشاط في الريشة “ليس مشروعاً تجريبياً بل حقيقة واقعية”، معتبراً أن استثمار هذا الثروة سيُحدث دفعة اقتصادية هائلة تساعد في تقليل العجز المالي وخلق وظائف جديدة للمواطنين الأردنيين.
