أكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي نضال أبو زيد أن تداول معلومات مضللة مؤخرًا يأتي ضمن حملة إعلامية ممنهجة تستهدف المملكة الأردنية الهاشمية. وأوضح أبو زيد أن مصدر هذه المعلومات يعود إلى موقع إلكتروني معروف بارتباطاته الخارجية ومواقفه العدائية المتكررة تجاه الأردن.
محاولات لزعزعة الثقة
وفي تصريح خاص لـ”الغد”، قال أبو زيد إن توقيت نشر هذه التقارير والأخبار، خاصة في ظل تصاعد الخطاب الإعلامي الموجه ضد الأردن، يشير إلى وجود محاولات مشبوهة ومقصودة لزعزعة الثقة بين الشارع الأردني والموقف الرسمي. وأشار إلى أن هذه الهجمات قد تزايدت في الشهرين الماضيين وأخذت طابعًا منظمًا، حيث يتم توزيعها عبر منصات رقمية وإعلامية مشبوهة.
التقرير الأخير وتوجيهه ضد الدور الأردني في غزة
وأوضح أبو زيد أن التقرير الأخير الذي تم تداوله قد حظي بتغطية واسعة، وذلك بسبب ارتباطه بقطاع غزة، لكنه في جوهره يهدف إلى التشكيك في الدور الأردني الإنساني هناك. وأكد أن المملكة كانت في طليعة الدول التي ساهمت في دعم القطاع سواء من خلال إرسال المساعدات أو عبر الفرق الطبية والإنسانية.
معلومات مغلوطة حول المساعدات المالية
وأشار أبو زيد إلى معلومة وردت في التقرير ذاته حول تقديم ماليزيا مساعدات للأردن، وهو ما تم نفيه من قبل دولة ماليزيا صباح اليوم. وأكد أن هذه المعلومة هي واحدة من الإضافات الزائفة التي تلجأ إليها بعض المواقع لتضليل الرأي العام، مشددًا على أن الأردن لم يتلقَّ أي دعم مالي من ماليزيا في إطار عمليات الإغاثة الأخيرة.
دور الإعلام المحلي في مواجهة التضليل
وشدد أبو زيد على أهمية دور الإعلام المحلي في مواجهة هذه الحملات التضليلية، مشيرًا إلى ضرورة التحقق من صحة الأخبار قبل تداولها، سواء على المواقع الإخبارية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف أن هذه الفترة تتطلب استجابة سريعة من وسائل الإعلام المحلية لردع هذه الأخبار المضللة.
إعادة تفعيل منصة “حقك تعرف“
كما دعا أبو زيد إلى إعادة تفعيل منصة “حقّك تعرف” التي كانت تشرف عليها وكالة الأنباء الأردنية، والتي أسهمت سابقًا في التصدي للشائعات وكشف زيف المعلومات، مشيرًا إلى أن هذه المنصة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في مكافحة المعلومات المضللة.
الخطاب الإعلامي الرسمي والرد على المزاعم
وفي السياق ذاته، طالب أبو زيد بأن يكون الخطاب الإعلامي الرسمي أكثر وضوحًا وشفافية في الرد على هذه المزاعم، موضحًا أن الأردن يقوم بأدوار إنسانية كبيرة، بما في ذلك تشغيل خمس مستشفيات ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى كوادره الطبية العاملة هناك، ووجود قنوات دبلوماسية نشطة تقودها وزارة الخارجية.
دور الأردن في المساعدات الإنسانية
وأشار أبو زيد إلى أن الأردن كان السباق في تنفيذ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية في غزة قبل أن تنضم إليه دول أخرى لاحقًا. وأكد أن هذه المبادرة كانت أردنية في المقام الأول، ثم تم تعميمها على نطاق إقليمي ودولي، مما يبرز الدور الحيوي والمبادرة الأردنية في تقديم المساعدات.
مواجهة الحملات المضللة على الصعيد العربي والدولي
وختم أبو زيد بالقول إنه من الضروري إيصال هذه الحقائق إلى الداخل الأردني، وكذلك إلى الجمهور العربي والدولي، لمواجهة الحملات المضللة التي تسعى إلى تشويه صورة الدور الأردني الإنساني والسياسي، في ظل التطورات المتسارعة في غزة.
