أشرف رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، اليوم الأحد، على الحفل السنوي الذي نظمته وزارة التربية والتعليم احتفاءً بيوم المعلم العالمي، حيث جرى تكريم نخب من المعلمات والمعلمين ومديري ومديرات المدارس تقديرًا لعطائهم وإسهاماتهم في الارتقاء بالعملية التربوية.
وخلال الفعالية، قام رئيس الوزراء بتسليم دروع التكريم لعدد من الكفاءات التربوية من الميدان المدرسي، تثمينًا لجهودهم الملموسة وأثرهم في تحسين جودة التعليم وتعزيز ثقافة التميز.
وألقى وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة كلمة أكد فيها مكانة المعلّم ورسالة التعليم السامية، قائلاً: “نقف اليوم وقفة وفاء وتقدير لكل المعلمات والمعلمين الذين نذروا أنفسهم لبناء الإنسان وغرس القيم وصياغة المثل العليا في هذا الوطن العزيز”، مجددًا الالتزام بأن تبقى الوزارة سندًا لرسالة المعلّم، وداعمة لمسيرته نحو تعليم يليق بالوطن بقيادة المعلّم الأول جلالة الملك عبدالله الثاني.
ولفت محافظة إلى أنّ الحكومة، وبناءً على توجيه ودعم مباشر من رئيس الوزراء، بادرت إلى حزمة إجراءات تصبّ في مصلحة المعلّم، من بينها تخصيص قطع أراضٍ لهم بنصف السعر في مختلف مناطق المملكة والاستمرار بهذا النهج خلال المرحلة المقبلة.
وبيّن أنّ الحكومة صرفت السلف الطارئة لكل من تقدّم بطلبها، كما جرى مضاعفة نسبة المكرمة الملكية المخصّصة لأبناء المعلّمين في مؤسّسات التعليم العالي من 5% إلى 10% بدءًا من العام الجامعي الحالي، إضافة إلى تخصيص 5% من إجمالي منح وقروض صندوق دعم الطالب لطلبة المعلمين في الجامعات، ومضاعفة عدد بعثات الحج المخصّصة لوزارة التربية والتعليم من 60 إلى 120 بعثة.
وأشار الوزير إلى خطط لصيانة أندية المعلمين وتطوير خدماتها، إلى جانب إنشاء أندية في المحافظات التي لا تتوافر فيها هذه المرافق، بما يعزّز البيئة الاجتماعية والخدمية للعاملين في القطاع التربوي.
وأكد محافظة أنّ المعلم وُضع في صميم السياسات التعليمية: تدريبًا وتأهيلًا ودعمًا وتمكينًا وتحفيزًا، موضحًا أنّ تدريب المعلّمين بات في مقدّمة الأولويات قبل وأثناء الخدمة، بالتوازي مع تطوير المناهج وتوفير بيئة مدرسية ملائمة عبر التوسّع في بناء المدارس والإضافات الصفّية، بهدف إحداث نقلة نوعية في قطاع التربية خلال السنوات المقبلة ضمن رؤية واضحة للتطوير الشامل والمستدام.
كما أوضح أنّ الوزارة وسّعت برامج رياض الأطفال باعتبار الطفولة المبكرة مدخلًا أساسيًا لأي تعليم فعّال، إلى جانب إحراز تقدّم ملموس في مسارات التعليم الدامج، بما يضمن فرص تعلّم منصفة لجميع الطلبة.
وعلى صعيد التقييم، ذكر محافظة أنّ امتحان الثانوية العامة شهد تطويرًا شاملًا يعكس التحوّل نحو قياس المهارات، ويدفع باتجاه تعليم أعمق وأكثر ارتباطًا بالحياة ومتطلباتها الواقعية.
وفي استجابة لاحتياجات سوق العمل، توسّعت الوزارة في تخصصات التعليم المهني والتقني، ليس فقط لسدّ الفجوات، بل لفتح آفاق واعدة أمام الطلبة وتمكينهم من امتلاك مهارات تعزّز تنافسيّتهم وقدرتهم على الابتكار.
وأضاف أنّ المعلّم، في ظل التحوّلات المتسارعة ومع انتقال التعليم من التلقين إلى الإبداع، ومن الحفظ إلى التفكير الناقد وحلّ المشكلات، ومن الصف التقليدي إلى فضاءات التعلّم الرقمي المفتوح، يبقى جوهر العملية التعليمية وبوصلة التغيير وقائد الإصلاح التربوي.
وفي ختام كلمته، توجّه محافظة إلى المعلّمات والمعلّمين العاملين مؤكدًا أنّهم القدوة والحاضرون في الوجدان والحراس الحقيقيون للمستقبل، وأنّ صون كرامتهم ورفع مكانتهم واجب يتحقّق بالأفعال لا بالأقوال. كما حيّا المتقاعدين من الأسرة التربوية الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الأجيال، وتركوا بصمات باقية في سجل الوطن.
واشتمل الحفل، الذي استضافه المركز الثقافي الملكي بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين التربويين وأفراد الأسرة التعليمية، على فقرات فنية احتفاءً بيوم المعلم العالمي، تخلّلها عرض فيديو بعنوان «نافذة عطاء» يجسّد قصة واقعية للأثر الإيجابي للمعلمين في حياة الطلبة، إلى جانب مغنّاة أُعدّت خصيصًا لهذه المناسبة.