يتساءل كثيرون عمّا إذا كان هناك فعلًا ما يمكن تسميته بـ«أوزمبيك الطبيعي» لخسارة الوزن. وتشير تقارير صحفية إلى أن أحد المنتجات الغنية بالبروتين قد يكون أقرب ما يكون إلى هذا الوصف؛ إذ أظهرت دراسات أن تناوله قبل بعض الوجبات يمكن أن يحاكي جزءًا من تأثيرات دواء التخسيس الشهير، وفق ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست».
ورغم أن تأثيره لا يصل إلى قوة أدوية GLP-1 الدوائية، فإن بروتين مصل اللبن (الواي بروتين) قد يساعد على تعزيز الإحساس بالشبع وتحسين استجابة الجسم للإنسولين.
تجارب سريرية عدّة بيّنت أن شرب مخفوق مصنوع من بروتين مصل اللبن – المشتق من الحليب – قبل الوجبة، يسهم في تحسين مستويات سكر الدم لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني أو السمنة. وفي دراسة صغيرة أخرى، أدى تناول مشروبات بروتين مصل اللبن قبل وجبتي الفطور والغداء إلى انخفاض سكر الدم وتقليل الشهية، وهما من التأثيرات الأساسية لأدوية إنقاص الوزن.
وتلفت الأبحاث إلى أن توقيت تناول المخفوق يلعب دورًا مهمًا؛ إذ ظهر أثر أوضح على مستويات الغلوكوز في الصباح، بينما لوحظ عند الغداء تراجع متوسط في الشهية لدى المشاركين.
بروتين مصل اللبن، الذي يُعدّ ناتجًا ثانويًا لعملية صنع الجبن، يُستخدم على نطاق واسع في مكملات الرياضيين، وتشير دراسات متعددة إلى قدرته على المساعدة في بناء الكتلة العضلية وزيادة القوة. كما أنه يحفّز إفراز هرمون GLP-1 المعوي، الذي يقلّل من استهلاك السعرات الحرارية من خلال دعم الإحساس بالامتلاء وكبح الجوع.
وتعمل أدوية GLP-1 مثل «أوزمبيك» عبر محاكاة هذا الهرمون لتنظيم سكر الدم والمساهمة في فقدان الوزن، لكن استخدامها قد يرتبط بآثار جانبية مزعجة مثل تجشؤ برائحة الكبريت أو ترهّل ملامح الوجه فيما يُعرف اصطلاحًا بـ«وجه أوزمبيك».
في المقابل، قد يسبّب بروتين مصل اللبن بعض الأعراض لدى فئات معينة، مثل الانتفاخ أو التقلصات أو اضطرابات هضمية أخرى، بينما يمكن أن يؤدي لدى من يعانون من حساسية الحليب إلى ظهور الشرى أو الطفح الجلدي أو التورّم.
ويتوافر بروتين مصل اللبن في أشكال عدّة، أبرزها: المركز، والمعزول، والمحلّل، وتختلف هذه الأنواع في طريقة التصنيع، ونقاء البروتين، وسرعة الامتصاص. ويعتمد اختيار النوع الأنسب على هدف الشخص الغذائي أو الرياضي، مع ضرورة استشارة مختص قبل إدخاله ضمن نظام غذائي منتظم، خصوصًا لمن لديهم مشكلات صحية قائمة.
