برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي، أطلق معهد الإعلام الأردني، صباح اليوم الخميس، فعاليات أكاديمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية لعام 2025، وذلك تحت شعار “الإعلام والمعلومات: الدراية تمكن العقول وتحيي الحقيقة”، في مقر المعهد، بحضور عدد من الأكاديميين والخبراء الدوليين وممثلي منظمات دولية، إلى جانب أساتذة وطلبة إعلام من مختلف الدول العربية والأوروبية.
وفي كلمتها خلال حفل الافتتاح، شددت سمو الأميرة ريم علي على أن “الدراية الإعلامية والمعلوماتية تعني التفكير النقدي، وعدم أخذ الأمور كمسلمات”، مضيفة أن المنطقة تمر بصراعات ومعلومات مضللة تقودها بعض السياسات الحكومية، مما يجعل من الضروري امتلاك أدوات تحليلية منهجية لفهم الواقع وكشف الحقيقة.
وأشارت سموها إلى أن “الأردن كان أول دولة عربية تعتمد استراتيجية وطنية شاملة للدراية الإعلامية والمعلوماتية، عبر قرار حكومي رسمي”، معتبرة أن ما يحدث في غزة خير مثال على كيف تحوّلت السرديات الإعلامية إلى ساحة معركة لا تقل خطورة عن الواقع العسكري.
من جانبها، أوضحت عميدة معهد الإعلام الأردني، الدكتورة ميرنا خليل أبو زيد، أن الأكاديمية تأتي في وقت يشهد فيه العالم “اختراقًا للوقائع وتزييفًا للحقيقة”، مما يؤدي إلى خلق واقع مشوه له تأثير مباشر على القرارات السياسية والعسكرية وحتى نتائج الانتخابات. وأضافت: “التمكين المعرفي لم يعد خيارًا بل ضرورة، خصوصًا في ظل التعتيم الرقمي المتزايد”.
وحذّرت خليل من خطورة الدور الذي تلعبه شركات التكنولوجيا الكبرى في حصر المستخدمين داخل “فقاعات معلوماتية مغلقة”، مشيرة إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم بشكل متزايد في إنتاج محتوى تضليلي ممنهج.
من جهته، أكد وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، على أهمية التحقق من المعلومات في زمن “التدفق الهائل للمحتوى غير الدقيق والزائف”، مشددًا على أن “التحقق أصبح سلاحًا للدفاع عن الحقيقة والعدالة”. وأكد أن الأكاديمية تسعى لتعليم أدوات مواجهة اضطراب المعلومات واستعادة الثقة بالحقائق.
أما مديرة مكتب اليونسكو في الأردن، نهى بوازير، فقد أثنت على جهود المعهد، مؤكدة أن “التربية الإعلامية والمعلوماتية لم تعد حاجة تعليمية فقط، بل صارت ضرورة حياتية”، مشيرة إلى استمرار دعم اليونسكو للأردن في التصدي لخطاب الكراهية والمعلومات المغلوطة.
بدورها، أكدت الدكتورة كاترين نوتزولد، ممثلة الشبكة العربية الأوروبية لبحوث الإعلام (AREACORE)، أن جوهر الأكاديمية يتمثل في “تعلم كشف الحقيقة وأدواتها”، في وقت أصبحت فيه الحكومات تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في توجيه الرأي العام.
وشهد الحفل عرض فيديو توثيقي لإنجازات الأكاديمية خلال عامي 2023 و2024، ليُعلن بعده انطلاق أعمال الأكاديمية التي تستمر لمدة ثمانية أيام، بمشاركة واسعة من طلبة وأساتذة من الأردن ولبنان والمغرب وتونس وفلسطين وألمانيا.
وتتضمن الأكاديمية جلسات تدريبية ومحاضرات وندوات تخصصية، وتهدف إلى تمكين المشاركين من أدوات التفكير النقدي، وتطوير مهارات كشف التضليل، وتحليل المحتوى الإعلامي، والتصدي لخطاب الكراهية، إلى جانب تعزيز مفاهيم المساءلة والشفافية في المشهد الإعلامي العربي.