السبت, نوفمبر 8, 2025
الرئيسيةالعالمترمب يقاطع قمة العشرين في جنوب أفريقيا: اتهامات بـ"اضطهاد المزارعين البيض" تثير...

ترمب يقاطع قمة العشرين في جنوب أفريقيا: اتهامات بـ”اضطهاد المزارعين البيض” تثير جدلاً دولياً

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الجمعة 7 نوفمبر 2025 أن الولايات المتحدة ستقاطع تماماً قمة مجموعة العشرين السنوية في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، مبرراً القرار بما وصفه “سوء معاملة المزارعين البيض” في البلاد. يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من التوتر الدبلوماسي، حيث أكد ترمب عدم حضوره شخصياً، وألغى مشاركة نائبه جيه دي فانس أيضاً، مما يعني غياباً كاملاً للوفد الأمريكي في القمة المقررة 22-23 نوفمبر 2025، والتي ستكون الأولى على أرض أفريقية.

تصريحات ترمب: “عار على جنوب أفريقيا”

في منشور على منصته الاجتماعية، وصف ترمب القمة بأنها “عار كامل”، متهماً حكومة جنوب أفريقيا بـ”انتهاكات” ضد الأفريكانر (المزارعين البيض)، بما في ذلك “العنف، الموت، مصادرة الأراضي، والمزارع”. أعاد ترمب اتهامات سابقة بأن البلاد تشهد “إبادة جماعية للبيض”، ودعا إلى طرد جنوب أفريقيا من مجموعة العشرين، التي تضم 19 دولة رئيسية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي (منذ 2023). في خطاب اقتصادي في ميامي الأسبوع الماضي، أكد ترمب أن “جنوب أفريقيا لا يجب أن تكون في الـG20 بعد الآن”، مشبهاً إياها بـ”طغيان شيوعي”.

رد جنوب أفريقيا: المزاعم “خاطئة تماماً”

فوجئت حكومة جنوب أفريقيا بالتصريحات، مؤكدة أن المواطنين البيض يتمتعون بمستويات معيشية أعلى بكثير من السود، بعد أكثر من 30 عاماً على نهاية نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد). قال الرئيس سيريل رامافوزا لترمب في مكالمة سابقة إن المعلومات حول “الاضطهاد أو التمييز ضد الأفريكانر خاطئة تماماً”، مشدداً على أن البلاد ملتزمة بالمساواة والديمقراطية. أضاف المتحدث باسم الرئاسة كريسبين في، أن جنوب أفريقيا “موقع مثالي لتعزيز التضامن العالمي” في القمة، مع التركيز على مكافحة التفاوتات الناتجة عن الاستعمار. هذا الرد يأتي وسط توترات سابقة، مثل مقاطعة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لاجتماع وزراء خارجية الـG20 في مايو 2025 بسبب التركيز على التنوع والمناخ.

السياق: توترات تاريخية ودبلوماسية

تعود اتهامات إدارة ترمب لجنوب أفريقيا إلى 2018، عندما قيّدت الولايات المتحدة اللجوء إلى 7500 لاجئ سنوياً، معظمها لأفريكانر بيض يدّعون الاضطهاد. في مايو 2025، واجه رامافوزا ترمب بفيديوهات ومقالات مزعومة عن “إبادة بيضاء”، لكن الحكومة الأفريقية نفتها، مشيرة إلى أن جرائم العنف ضد المزارعين تؤثر على الجميع، وأن المبيعات الأرضية قانونية وغير عنصرية. يأتي المقاطع أيضاً في سياق خلافات أوسع حول التجارة، حقوق الإنسان، والعلاقات مع روسيا والصين، مع جنوب أفريقيا كرئيس للـG20 من ديسمبر 2024.

تأثير القرار على القمة والعلاقات الدولية

سيكون غياب الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد عالمي، ضربة للقمة التي تهدف إلى مناقشة الاقتصاد العالمي، المناخ، والتجارة. أكدت جنوب أفريقيا ثقتها في نجاح الحدث، مشددة على دورها في تعزيز التضامن الأفريقي. الخبراء يرون في هذا تصعيداً للتوترات الدبلوماسية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، وقد يؤثر على المفاوضات التجارية بين واشنطن وبيرتوريا.

في الختام، يُعد قرار ترمب خطوة مثيرة للجدل تعكس سياساته الخارجية القائمة على الدفاع عن “الأقليات البيضاء”، وسط نفي قاطع من جنوب أفريقيا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الدولي في الـG20.

Ahmad Al-Khatib
Ahmad Al-Khatib
أحمد الحاتب — صحفي ومحلل يتمتع بخبرة تزيد عن 12 عامًا، عمل مع كبرى وسائل الإعلام في الأردن والعالم. يتخصص في التحليل والتغطية الصحفية والتحقيقات في مجالات الأخبار والثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا، مما يعزز مكانة موقع jonews24.
مقالات ذات صلة

الأكثر شعبية

التعليقات الأخيرة