أكدت السفيرة النرويجية في عمان، منى يوول، التقدير العميق الذي تكنّه بلادها للدور المحوري الذي يلعبه الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في تسهيل وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأعربت يوول عن قلقها الشديد حيال الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، مشددة على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني والسماح بوصول المساعدات إلى القطاع. وأضافت أن النرويج اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطين.
كما أكدت السفيرة قوة العلاقة الوثيقة والشراكة المتينة بين البلدين الصديقين في مختلف القطاعات، مدعومة بالعلاقات المتميزة بين العائلتين الملكيتين، مشيرة إلى أن الزيارات المتبادلة بين البلدين أسهمت في تعزيز هذه الروابط.
وأوضحت أن التنسيق والتشاور بين الأردن والنرويج مستمران على مستويات عدة، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية والمسائل ذات الاهتمام المشترك. ورغم أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يزال محدودًا، إلا أن هناك رغبة واضحة لتطويره وتوسيعه.
رأت يوول وجود فرص واعدة لتعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة، حيث تمتلك النرويج شركات متخصصة وذات كفاءة عالية في هذا القطاع، بينما يظهر الأردن اهتمامًا متزايدًا بتطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. كما أشارت إلى أن القطاعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك تشمل السياحة والزراعة العضوية.
وأشارت السفيرة إلى أن الصادرات النرويجية إلى الأردن تتركز في النفط والغاز والمأكولات البحرية، بينما تستورد النرويج من الأردن المنسوجات والخضراوات بشكل رئيسي.
وأكدت أن النرويج تفخر بشراكتها في صندوق الدعم متعدد المانحين للنمو، الذي تشارك فيه مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي والبنك الدولي، بهدف تقديم الدعم الفني اللازم لتعزيز النمو الاقتصادي في الأردن.
وأوضحت أن النرويج ملتزمة بدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي في الأردن لمدة لا تقل عن خمس سنوات قادمة، وقد تعهدت هذا العام بتوفير مليوني دولار إضافيين لهذا الغرض.
وأشارت السفيرة إلى أن حقوق الإنسان وتمكين المرأة تحتلان أولوية قصوى لدى النرويج على المستويين المحلي والدولي، ولهذا السبب تدعم النرويج جهود منظمة العمل الدولية في الأردن لتعزيز المساواة بين الجنسين، وضمان السلامة والإدماج في أماكن العمل، إلى جانب دعمها للمنظمات النسائية والمنظمات غير الحكومية المحلية.
وقالت إن إجمالي مساهمة النرويج في التعاون الإنمائي مع الأردن يقترب من 14 مليون دولار أمريكي لعام 2024، حيث تدير السفارة 10 ملايين منها، بينما تُدار المساعدات الإنسانية بقيمة 4 ملايين من العاصمة أوسلو.
كما أعربت عن تقدير النرويج الكبير للدور السخي الذي يلعبه الأردن كدولة مضيفة للاجئين في المنطقة، مؤكدة التزام بلادها بتقديم دعم مستمر وكبير للاجئين السوريين والفلسطينيين.
وأشادت بجهود الأردن في دمج الأطفال السوريين اللاجئين ضمن النظام التعليمي الأردني، موضحة أن النرويج تدعم المدارس التي تعتمد نظام الفترتين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث بلغ إجمالي الدعم النرويجي في هذا المجال حوالي 6.5 مليون دولار أمريكي خلال العام الماضي.