الجمعة, مايو 30, 2025
الرئيسيةأخبار الرياضةالرمثا يقدّم درسًا مجانيًا لأندية المحترفين عبر رهان ناجح على الفئات العمرية

الرمثا يقدّم درسًا مجانيًا لأندية المحترفين عبر رهان ناجح على الفئات العمرية

أثبت نادي الرمثا أن الاستثمار في الفئات العمرية هو مفتاح النجاح، بعدما اعتمد بشكل كبير على لاعبين شباب نشأوا في أكاديميته الكروية، فشكّلوا العمود الفقري للفريق الأول في موسم 2023–2024، بل وتجاوزوا ذلك بتمثيل المنتخبات الوطنية، رغم أن بعضهم ما يزال على مقاعد الدراسة.

تشكيلة الرمثا التي أنهت الدوري في المركز الرابع برصيد 33 نقطة، جاءت خليطًا بين الخبرة والشباب، إذ حقق الفريق 9 انتصارات، و6 تعادلات، وتلقى 7 هزائم، وسجّل 26 هدفًا مقابل 23 هدفًا استقبلها، وكان لافتًا أن سبعة من اللاعبين الأساسيين ما زالوا طلابًا في المدارس، إلا أنهم خطفوا الأضواء بعروضهم القوية.

الرمثا لعب دورًا حاسمًا في الصراع على لقب الدوري، حيث أجبر المتصدر الحسين إربد على التعادل 1-1، ليتصدر الوحدات مؤقتًا بعد فوزه على مغير السرحان. ثم عاد الرمثا ليوقف تتويج الوحدات في الجولة الأخيرة بالتعادل 1-1 في الدقيقة الأخيرة، ليعود اللقب إلى الحسين إربد.

تاريخ الرمثا، الذي تأسس عام 1966، يؤكد أن النادي يتوارث النجاح جيلاً بعد جيل. وقد سبق له التتويج بلقب الدوري ثلاث مرات (1981، 1982، 2021)، وكأس الأردن مرتين، إلى جانب 3 بطولات سوبر و5 ألقاب في درع الاتحاد.

الدكتور ناجح ذيابات، المستشار الفني للنادي، وصف الرمثا بأنه “نادي ولّاد”، حيث تشكل كرة القدم جزءًا من ثقافة المدينة، وتُعد الشغف الأول لأطفالها. وبيّن أن هذه البيئة تُنتج مواهب استثنائية تبدأ من ملاعب المدارس والساحات العامة، وتصل إلى صفوف الفريق الأول.

وأضاف ذيابات أن النادي نشر إعلانًا لاكتشاف المواهب، فتقدّم حوالي 4000 طفل، تم اختيار نحو 1000 منهم لتطويرهم، وهو عدد يفوق حاجة الفرق العمرية بالنادي. ولفت إلى أن بعض هؤلاء أصبحوا عناصر مؤثرة في الفريق الأول، إلى جانب لاعبين ذوي خبرة مثل حمزة الدردور، مصعب اللحام، عامر أبو هضيب، ومالك شلبية.

من أبرز المواهب الصاعدة التي أثبتت جدارتها هذا الموسم: مؤمن الساكت، عبد الله منايصة، جعفر سمارة، يزن عواقلة، حسين ذيابات، ومؤمن السواعير، وقد لفتوا الأنظار بأدائهم العالي وتوازنهم في الميدان.

ورغم الظروف المالية الصعبة، يعتمد الرمثا على مبدأ “صنع في الرمثا” كسياسة ثابتة، حيث لا يتمكّن النادي من التعاقد مع محترفين، لكنه ينجح في صناعة نجومه. وقد تلقى النادي عرضًا من نادي الخالدية البحريني بقيمة نصف مليون دينار مقابل اللاعب علي العزيزة، وتمت الموافقة على بيعه دعمًا للخزينة، مع مراعاة مصلحة اللاعب.

في المقابل، رفض الرمثا عرضًا بحرينيًا لضم مؤمن الساكت، التزامًا بسياسة تتيح للاعب خدمة النادي ثلاث سنوات قبل دراسة أي عروض خارجية، ما يعكس توازنًا بين الرؤية الاستثمارية والالتزام الرياضي.

مع كل هذا النجاح، يفتقر النادي إلى ملعب تدريبي خاص، إذ يعاني ملعب الرمثا من أرضية مهترئة، ويضطر الفريق للتدريب على ملعب الأمير هاشم، مع صعوبات في تأمين حجوزات منتظمة.

ورغم هذه التحديات، يثبت الرمثا أن الرؤية الواضحة والإيمان بالمواهب المحلية كفيلان ببناء فريق قوي ومنافس، يقدم نموذجًا يُحتذى به في كرة القدم الأردنية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شعبية

التعليقات الأخيرة