يحتفل الأردنيون غداً، 9 حزيران/يونيو، بالذكرى السادسة والعشرين لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني العرش، وهي مناسبة وطنية تعكس مسيرة طويلة من النهضة والتحديث والتطور المستمر في مختلف المجالات تحت قيادة ملكية قوية.
منذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية في عام 1999، شهد الأردن تحولات كبيرة في عملية بناء دولة حديثة، بما في ذلك تعزيز سيادة القانون، وتمكين الشباب، وتنمية القطاعات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، بالإضافة إلى دعم قضايا الأمة العربية والدفاع عن مصالحها.
تمكين الشباب والرياضة والاقتصاد
في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة العادية الأولى للبرلمان العشرين في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أكد جلالة الملك أن الهدف النهائي هو توفير حياة كريمة وتمكين الشباب. شهدت الرياضة الأردنية قفزة نوعية توجت بتأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخه.
وقد تجلى اهتمام جلالة الملك بمتابعة أوضاع المواطنين من خلال زيارات ميدانية إلى المدن والقرى والصحراء، مما يؤكد التواصل المباشر مع الشعب وتعزيز مفهوم الأسرة الأردنية.
التنمية الشاملة من خلال المبادرات الملكية
وترافقت هذه الزيارات مع إطلاق مبادرات تنموية تشمل مجالات التعليم والصحة والصناعة والزراعة والبنية التحتية، في إطار برنامج التنمية المستدامة، ومنها:
افتتاح نادي المتقاعدين العسكريين في البلقاء
تطوير البنية التحتية السياحية والصناعية في الكرك
إطلاق مركز أبحاث البوتاس في الكرك
التركيز على تعزيز السياحة والزراعة في الطفيلة
التركيز على تنمية عجلون من خلال مشروع التلفريك والبنية التحتية
في محافظات جرش والزرقاء ومدبا والمفرق والأقباط ومعان، استعرض جلالة الملك فرص الاستثمار والتنمية والتحديث الإداري والسياسي، مشدداً على ضرورة تكامل التحديث الاقتصادي والسياسي لرفع الأداء الوطني وتحقيق النمو المتوازن.
رؤية شاملة للتحديث والتنمية
أطلقت رؤية التحديث على ثلاثة محاور متكاملة: السياسي والاقتصادي والإداري، بهدف:
توسيع المشاركة الشعبية
تعزيز الديمقراطية
تحسين الخدمات
دعم الشباب والمرأة
تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة
عكس إضفاء الطابع المؤسسي على المبادرات الملكية في عام 2006 التزام جلالة الملك بتوفير حياة كريمة في جميع المحافظات. وترافق ذلك مع إنشاء مؤسسات وطنية مثل صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومركز الملك عبد الله الثاني للتميز.
سياسة خارجية ثابتة وإنسانية
على الصعيد الدولي، قاد جلالة الملك الجهود الدبلوماسية لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، لا سيما في ضوء الأزمات المتصاعدة. وقد كانت القضية الفلسطينية أولوية ثابتة للأردن. وفي القمة العربية الأخيرة في البحرين، شدد جلالة الملك على ضرورة إنهاء الحرب على غزة وحماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس ورفض أي مخططات لتشريد الفلسطينيين.
وقدم الأردن مساعدات إنسانية وطبية إلى غزة عبر الجسور الجوية والبرية، وكرر دعوته من أعلى المحافل الدولية إلى حماية الفلسطينيين ودعم الأونروا. وشدد جلالة الملك في الأمم المتحدة على أهمية إنشاء آلية لحماية المدنيين، ودعا العالم إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية.
دعم القوات المسلحة والهوية الوطنية
يولي جلالة الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية كبيرة لتطوير الجيش العربي والأجهزة الأمنية، من خلال التدريب والتأهيل، ويحرص على تكريم المتقاعدين والمحاربين القدامى في يوم الولاء بمنحهم ميدالية اليوبيل الفضي، تقديراً لدورهم الوطني والتاريخي.
جلالة الملكة: دور إنساني ومجتمعي رائد
تواصل جلالة الملكة رانيا العبدالله دعم رؤية جلالة الملك، لا سيما في مجال التعليم وتنمية المجتمع، من خلال مؤسسات ومبادرات تركز على تمكين الشباب والمرأة، وأبرزها:
مؤسسة الملكة رانيا
مؤسسة نهر الأردن
مبادرة مدراستي
أكاديمية الملكة رانيا للمعلمين
متحف الأطفال
الجمعية الملكية للتوعية الصحية
كما تمثل جلالة الملكة صوت الأردن الإنساني في العالم، حيث تحضر المنتديات الدولية للدفاع عن حقوق الأطفال والتعليم، وتسلط الضوء على القضايا الإنسانية في غزة والمنطقة.
الأردن في المنتديات الدولية
شارك جلالة الملك وجلالة الملكة في العديد من الأحداث الدولية، بما في ذلك جنازة البابا فرانسيس، وقمة مجموعة السبع، والقمة الإسلامية في البحرين، مما يعكس مكانة الأردن كدولة ذات شأن عالمي.
وأكد جلالة الملك في قمة مجموعة الدول السبع الكبار في 14 حزيران/يونيو 2024:
”أمامنا فرص هائلة لبناء المستقبل من خلال التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتعليم، وبالتالي تحسين حياة شعوبنا“.
