كشف الدكتور رائد سامي العدوان، وزير الشباب، عن الإطلاق الرسمي لفعاليات “المسح الوطني للشباب 2025″، والمقرر أن يبدأ تنفيذه ميدانيًا اعتبارًا من يوم غدٍ الأربعاء. ويأتي هذا المشروع الوطني الضخم ثمرةً لشراكة استراتيجية تجمع الوزارة مع كل من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، ودائرة الإحصاءات العامة، بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”.
أهداف المسح ورؤية الوزارة
وفي سياق توضيحه لأهمية هذا المشروع، بين الدكتور العدوان أن المسح الوطني للشباب يهدف بشكل رئيسي إلى بناء قاعدة بيانات شاملة ودقيقة ترصد واقع الشباب الأردني وتحدد أولوياتهم. وستشكل هذه البيانات المرجع العلمي الأساسي الذي سيُستند إليه في صياغة وإعداد “الاستراتيجية الوطنية للشباب للأعوام 2026-2030”. حيث ستوفر مخرجات المسح أرضية موثوقة تساعد في تحديد المحاور الرئيسية للاستراتيجية والبرامج التنفيذية المنبثقة عنها، لضمان تلبيتها للاحتياجات الفعلية للشباب ومواكبة تطلعاتهم المستقبلية.
كما أكد الدكتور العدوان على الدور المحوري للمسح في تحديث المؤشرات والبيانات الخاصة بطموحات الشباب الأردني، والعمل على سد الفجوات المعرفية في القطاعات التي تعاني من شح في المعلومات الموثوقة، لتصبح ركيزة أساسية لصناعة السياسات. وأشار إلى أهمية تأسيس منصات ومنتديات حوارية تخلق جسوراً للتواصل بين الشباب وصنّاع القرار، مما يعزز من انخراطهم في الشأن العام على الصعيدين المحلي والوطني.
قياس المشاركة وتقييم السياسات
سيعمل المسح على قياس مستويات مشاركة الشباب عبر عدة أبعاد، حيث سيتم تقييم مدى انخراطهم في:
- القطاع التعليمي.
- الأنشطة المدنية والمجتمعية.
- المبادرات التطوعية.
وستوفر هذه النتائج مدخلات حيوية لتصميم استراتيجيات فعالة ترفع من نسبة المشاركة الشبابية في صنع القرار، فضلاً عن تقييم جدوى وكفاءة البرامج والسياسات القائمة حالياً، مما يتيح للجهات المختصة تحديد نقاط الضعف لمعالجتها واستكشاف فرص جديدة لتدخلات مستقبلية أكثر تأثيراً.
الفئات المستهدفة ومنهجية العمل
صُمم المسح ليستهدف شريحة الشباب واليافعين ضمن الفئة العمرية (10 – 30 عامًا)، مع مراعاة الفروقات العمرية والنفسية عبر تقسيم أداة الاستبانة الموحدة والشاملة إلى ثلاث فئات فرعية:
- الفئة العمرية (10-14 عامًا).
- الفئة العمرية (15-17 عامًا).
- الفئة العمرية (18-30 عامًا).
وتعتمد آلية تنفيذ المسح على منهجية علمية رصينة تتضمن:
- حجم العينة: استهداف الوصول إلى 12 ألف شاب وشابة موزعين على كافة محافظات المملكة.
- المنهجية البحثية: استخدام “المنهجية المختلطة” التي تدمج بين الأساليب الكمية والنوعية.
- أدوات الجمع: إلى جانب الزيارات الميدانية لتعبئة الاستبيانات، سيتم عقد 24 جلسة نقاشية مركزة في المراكز الشبابية لضمان فهم عميق لواقع الشباب.
- أسلوب المعاينة: تطبيق “المعاينة الطبقية العنقودية” من ثلاث مراحل، لضمان دقة التمثيل ومراعاة التنوع الجغرافي، الاجتماعي، والديموغرافي.
- التقنيات المستخدمة: توظيف أحدث البرمجيات الإحصائية لجمع البيانات ومراقبة أداء الباحثين الميدانيين لضمان الجودة.
محاور المسح الرئيسية
يغطي المسح مجموعة واسعة من القضايا التي تمس حياة الشباب بشكل مباشر، وتشمل المحاور التالية:
- الهوية الوطنية، الوعي، وإدراك الذات.
- واقع التعليم والتدريب المهني.
- الصحة العامة، بما في ذلك الصحة النفسية والرفاه.
- ريادة الأعمال والتمكين الاقتصادي.
- العلاقات الاجتماعية والأسرية.
- المشاركة المدنية والحياة السياسية.
- التكنولوجيا، الفضاء الرقمي، والتعامل مع الإعلام ومصادر المعلومات.
- الأنشطة الترفيهية والرياضية.
- البيئة والتغير المناخي.
- العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية.
- قضاء وقت الفراغ، وموضوعات الهجرة والسفر للخارج.
وفي ختام الإعلان، وجهت وزارة الشباب دعوة للأسر الأردنية والشباب لإبداء التعاون التام مع الفرق البحثية الميدانية وتسهيل مهامهم في تعبئة البيانات، مشيرة إلى أن عمليات المسح ستستمر على مدار الشهرين القادمين.
