الأربعاء, أكتوبر 29, 2025
الرئيسيةالثقافة والمجتمعالإفتاء الأردنية: صيام عاشوراء سنة مؤكدة حتى لو صادف يوم السبت

الإفتاء الأردنية: صيام عاشوراء سنة مؤكدة حتى لو صادف يوم السبت

أكدت دائرة الإفتاء العام في الأردن أن صيام يوم عاشوراء يُعد سنة نبوية مستحبة، ولا مانع شرعي من صيامه إذا تزامن مع يوم السبت، نظراً لوجود سبب مشروع يدعو إلى صيامه.

وأوضحت الدائرة أن يوم عاشوراء هو العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي أنجى فيه الله سبحانه وتعالى النبي موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون وجيشه، فصامه موسى عليه السلام شكراً لله، كما صامه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى الأمة بصيامه استحباباً. فقد ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: “قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: (ما هذا؟)، قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: (فأنا أحق بموسى منكم)، فصامه، وأمر بصيامه” — رواه البخاري.

وأضافت الدائرة أن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على صيام هذا اليوم، لما له من فضل عظيم، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان” — رواه البخاري ومسلم. كما جاء في الحديث: (صوم عرفة كفارة سنتين، سنة قبله وسنة بعده، وصوم عاشوراء كفارة سنة) — رواه النسائي في السنن الكبرى.

وأشارت الإفتاء إلى أن الأفضل للمسلم أن يصوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر من محرم، وهو ما ذهب إليه عدد من العلماء مثل الإمام الشافعي. فإن لم يستطع، فليصم مع عاشوراء اليوم الذي قبله أو الذي يليه. أما من اقتصر على صيام يوم عاشوراء فقط، فلا حرج عليه، فهو جائز ومثاب عليه بإذن الله. وعلّق الإمام النووي على ذلك قائلاً: “يوم عاشوراء وهو عاشر المحرم، ويستحب أن يصوم معه تاسوعاء وهو التاسع” — من روضة الطالبين.

مراتب صيام عاشوراء:

المرتبة الأولى (الأدنى): صيام يوم عاشوراء فقط.

المرتبة الثانية: صيام يومي التاسع والعاشر من محرم.

المرتبة الثالثة (الأعلى): صيام أيام التاسع والعاشر والحادي عشر معاً.

وأكدت الدائرة أنه لا كراهة في صيام عاشوراء إذا وافق يوم السبت، لأن الصيام هنا له سبب شرعي، مما يرفع أي كراهة محتملة. واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصوم صوم أخي داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً) — رواه الترمذي، والذي يستلزم أحياناً صيام السبت ضمن هذا النمط المشروع.

وذكرت ما قاله الإمام الرملي رحمه الله: “يكره إفراد السبت بالصوم… ومحله إذا لم يوافق إفراد كل يوم من الأيام الثلاثة عادة له، وإلا: كأن كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، أو يصوم عاشوراء، أو عرفة، فوافق يوم صومه: فلا كراهة” — [نهاية المحتاج 3/209].
والله أعلم.

Ahmad Al-Khatib
Ahmad Al-Khatib
أحمد الحاتب — صحفي ومحلل يتمتع بخبرة تزيد عن 12 عامًا، عمل مع كبرى وسائل الإعلام في الأردن والعالم. يتخصص في التحليل والتغطية الصحفية والتحقيقات في مجالات الأخبار والثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا، مما يعزز مكانة موقع jonews24.
مقالات ذات صلة

الأكثر شعبية

التعليقات الأخيرة