أكد سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ورئيس مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أن الفخر بالإنجازات الأردنية لا يقتصر على مجال كرة القدم، بل يمتد ليشمل السينما والمجالات الثقافية كافة، مشيرًا إلى أن الأردنيين قادرون على تحقيق الكثير على جميع الأصعدة.
وجاء ذلك خلال جلسة حوارية حملت عنوان “عالمان خارج النص: السينما وكرة القدم”، نُظّمت في مقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ضمن فعاليات مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم، وشارك فيها كل من المنتج ليث المجالي، وقائد المنتخب الأردني الكابتن إحسان حداد، والمخرجة وداد شفاقوج.
الفخر بكل إنجاز أردني.. من الملعب إلى الشاشة
قال سمو الأمير علي:
“نفتخر بكل الأعمال الأردنية، لكن هناك فرق بين السينما وكرة القدم، فالأفلام تعبر عن المجتمع وتاريخه وتعكس ما يدور فيه من أحلام وأفكار، ولذا نفتخر بأي وكل فيلم أردني يصل للعالمية، بينما كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ولها خصوصية، فنحن كشعب أردني نرى أنفسنا بلاعبينا”.
كما تطرق سموه إلى النقد الذي يطال السينما مقارنةً بكرة القدم، مشيرًا إلى أن النقد الفني في السينما يخلق جدلًا بنّاءً ينعكس على جودة العمل، بعكس كرة القدم حيث “يرى كل شخص نفسه خبيرًا”، مما يخلق اختلافًا في المعايير.
رحلة النجاح: من تصفيات آسيا إلى الأوسكار
استعاد سموه محطات فخره بالمنتخب الوطني وصانعي الأفلام الأردنيين، من تصفيات كأس آسيا 2004، إلى فيلم “كابتن أبو الرائد” (2007) الذي استند إلى مهرجان “صندانس”، ووصول الأفلام الأردنية إلى الأوسكار، مؤكدًا أن:
“كما كان ‘كابتن أبو الرائد’ الخطوة الأولى لصانعي الأفلام، هكذا هم لاعبونا اليوم: جيلٌ أول اقتحم العالمية ويجسّد طموح المملكة على الملاعب”.
كما شدد سموه على أن كل إنجاز أردني، سواء على أرض الملعب أو عبر الشاشة، يمثل صورة حية عن قصة الأردن التي يجب أن تُروى للعالم.
تجارب من قلب الملاعب والكواليس
تحدث الكابتن إحسان حداد عن لحظة التأهل التاريخي قائلًا:
“ما نعيشه أشبه بالمعجزة، لكن ما لا يعرفه الناس هو حجم الجهد وراء الكواليس، من تدريبات مكثفة، إلى ضبط الأعصاب، وتحمّل الضغط… الفخر لا يوصف، لكنه قد يُنسى بعد سنتين، لذا نوثقه ونحتفظ به”.
ورغم خضوعه لجراحة قبل العودة مع المنتخب إلى سلطنة عمان، قال:
“عشت تلك اللحظات معهم، كنت أشعر وكأنني في الملعب، الإنجاز غيّر حياتنا”. كما أشار إلى أهمية دعم القطاع الخاص لتوفير موارد مالية ترفع من جاهزية المنتخب.
السينما والرياضة: قصة واحدة بأدوات مختلفة
المخرجة وداد شفاقوج تحدّثت عن تجربتها في توثيق قصة منتخب الناشئات تحت سن 17 عامًا في فيلمها الوثائقي “17”، مشددة على أهمية دعم المواهب الشابة والمنتخب الوطني، مشيرة إلى أن الفيلم الوثائقي هو شغفها لما له من قدرة على التعبير الواقعي. وأضافت:
“لدينا كفاءات محلية شاركت في مختبرات وأعمال عالمية، والقصص التي نحملها تستحق أن تُروى”.
من جانبه، استعرض المنتج ليث المجالي تجربته في توثيق رحلة المنتخب، مشيرًا إلى أن فيلمًا وثائقيًا قيد الإنجاز سيُعرض قريبًا، وقد تم عرض 10 دقائق منه خلال الجلسة. وتحدث عن أثر فيلم “كابتن أبو الرائد” بوصفه نقطة تحوّل للسينما الأردنية بعد حصوله على جائزة الجمهور العالمي في مهرجان صندانس 2008.
وشبه المجالي الفريق الكروي بفريق العمل السينمائي، قائلًا:
“كلاهما يمر برحلة مليئة بالتحديات، لا يمكن التنبؤ بنتيجتها، لكن النجاح يتطلب العمل الجماعي والصبر والتخطيط”.
