حقق الأردن إنجازاً دبلوماسياً جديداً بفوزه بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للفترة 2025-2029، خلال الانتخابات التي أُجريت اليوم الجمعة ضمن أعمال الدورة الـ43 للمؤتمر العام للمنظمة في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان. يُمثل هذا الفوز إعادة انتخاب للمملكة للمرة الثالثة على التوالي منذ 2017، مما يعكس التقدير الدولي لدورها البناء في المنظمة.
تصريحات وزارة الخارجية: تقدير للدور الأردني
أكد فؤاد المجالي، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أن إعادة الانتخاب تعبر عن تقدير لمساهمات المملكة في تعزيز التعاون الدولي في المجالات الإنسانية والعلمية والثقافية. وأوضح أن الأردن سيكمل جهوده مع الدول الأعضاء لدعم التعليم النوعي، وحماية التراث الثقافي، وتمكين الشباب والمرأة، بالإضافة إلى تسخير العلوم للتنمية المستدامة. كما أعرب عن شكر الأردن للدول التي صوتت لصالحه، مؤكداً أن هذا يعزز ثقة المجتمع الدولي في السياسات الأردنية المعتدلة والدبلوماسية المبنية على الانفتاح والشراكات مع الأمم المتحدة.
العضوية كأداة للدفاع عن المقدسات في القدس
أبرز المجالي أن عضوية الأردن في اليونسكو تُشكل أداة فعالة لتعزيز موقف المملكة الثابت في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، مستنداً إلى الوصاية الهاشمية التاريخية. وأكد أن هذا الدور يساهم في صون التراث الإنساني والروحي للقدس، ومواجهة محاولات طمس هويتها أو تغيير طابعها التاريخي والقانوني. يأتي هذا في سياق جهود الأردن المستمرة لحماية التراث، مثل إدراج مواقع أثرية أردنية في قائمة التراث العالمي، كما حدث مع البتراء وأم الرصاص سابقاً.
سياق الانتخابات والدور الإقليمي
جرت الانتخابات ضمن الدورة الـ43 للمؤتمر العام، الذي يجمع 194 دولة عضو، حيث يُنتخب المجلس التنفيذي (58 عضواً) كل أربع سنوات للإشراف على البرامج. يُعد الأردن من المرشحين البارزين في المجموعة العربية، وفوزه الثالث يعكس التزامه بأهداف اليونسكو. سابقاً، أُعيد انتخابه في 2021 للدورة 2021-2025، مما ساهم في مشاريع مثل مرفق السينكروترون الأردني.
تأثير الفوز على السياسة الخارجية
يعزز هذا الإنجاز دور الأردن كجسر دبلوماسي في المنطقة، خاصة في قضايا التربية والثقافة، وسط تحديات عالمية. يدعم جهود المملكة في الشراكات الدولية، بما في ذلك برامج اليونسكو للتعليم والحفاظ على التراث في الشرق الأوسط.
في الختام، يُمثل فوز الأردن خطوة إيجابية نح و تعزيز دوره العالمي، مع الالتزام بقيم السلام والتنمية.
