شهدت العاصمة عمّان، الاثنين، لقاءات وزارية بين الأردن وأوزبكستان بهدف بحث آفاق توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
الاقتصاد الرقمي والابتكار
استقبلت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وفدًا أوزبكياً رفيع المستوى برئاسة وزير الاستثمار والصناعة والتجارة لذيذ قدراتوف، ضمن برنامج زيارة رسمية إلى المملكة. ضم الوفد ممثلين عن وزارات الاستثمار، والنقل، والزراعة، وصناعة التعدين والجيولوجيا، إلى جانب مؤسسات اقتصادية وجمعيات متخصصة، إضافة إلى قيادات من شركات صناعية واستثمارية.
خلال اجتماع موسع مع وزير الاقتصاد الرقمي والريادة سامي سميرات وفريق الوزارة، تم استعراض تجربة الأردن في التحول الرقمي، وتطوير الخدمات الحكومية، ودعم ريادة الأعمال والصناعات الإبداعية، إلى جانب تعزيز الشمول الرقمي. كما قدم الفريق عرضًا حول مشروعات البنية التحتية الرقمية، وتمكين الشباب، واعتماد التقنيات الحديثة، وتعزيز الأمن السيبراني، وتوسيع الخدمات الحكومية الرقمية لخلق بيئة جاذبة للاستثمار.
وأكد سميرات أن الزيارة تمثل فرصة مهمة لتطوير التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والابتكار، داعيًا إلى عقد منتدى مشترك يضم ممثلين من القطاعين العام والخاص لبحث الشراكات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
من جانبه، أشاد قدراتوف بالتطور الملحوظ في البنية التحتية الرقمية الأردنية، معربًا عن رغبة بلاده في الاستفادة من هذه الخبرات لتطوير خدماتها الرقمية واعتماد حلول مبتكرة في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والتعليم الرقمي.
الصناعة والتجارة
عقد وزير الصناعة والتجارة والتموين يعرب القضاة اجتماعًا مع قدراتوف والوفد المرافق، حيث جرى التأكيد على متانة العلاقات التاريخية وأهمية تطويرها، خاصة في القطاعات غير التقليدية لتعزيز الروابط بين القطاعين الخاصين في البلدين.
واتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة مجالات التعاون، مع بحث الفرص الاستثمارية في الأردن كمركز للوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وكمحطة لإعادة إعمار سوريا.
استعرض القضاة فرص التعاون في:
- الصناعات الدوائية
- صناعة الألبسة والمنسوجات والتصدير إلى السوق الأميركي
- التكامل الصناعي في الفوسفات والبوتاس والأسمدة
- السياحة، الرياضة، الخدمات الرقمية، وتطوير الألعاب الإلكترونية
وأكد أهمية الانطلاق بمشاريع تكاملية سريعة في مجالات الألبسة، الحلي، المجوهرات، والأسمدة.
بدوره، أكد قدراتوف أن الأردن يمكن أن يكون بوابة أوزبكستان إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، بينما تمثل بلاده منفذًا إلى أسواق الاتحاد الأوراسي، مشيرًا إلى فرص التعاون في الأدوية، الألبسة الموجهة للأسواق العالمية، صناعة السيارات والأجهزة المنزلية، وتكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع الدعوة لتسهيل التأشيرات وتعزيز التبادل السياحي.
الاستثمار والتبادل التجاري
استقبل وزير الاستثمار طارق أبو غزالة الوفد الأوزبكي لبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية تمهيدًا لزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني المرتقبة إلى أوزبكستان.
أوضح أبو غزالة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 6.9 مليون دولار في 2024، شملت صادرات الأردن الأدوية والآلات والمنتجات الكيميائية، بينما استورد النحاس والفواكه والمكسرات ومنتجات الكاكاو. وأشار إلى أن الجانبين على وشك توقيع معاهدة تشجيع وحماية الاستثمار خلال الزيارة الملكية.
كما عرض رؤية التحديث الاقتصادي للأردن 2033 التي تهدف إلى خلق مليون فرصة عمل واستقطاب استثمارات بقيمة 41 مليار دينار، مبرزًا البيئة الاستثمارية الجاذبة وقانون بيئة الاستثمار لعام 2022.
وأضاف: “الأردن حافظ على مرونته الاقتصادية رغم التحديات، معتمدًا على إصلاحات جوهرية، منها تأسيس وزارة الاستثمار وتطبيق قانون بيئة الاستثمار الذي يوفر المساواة والحوافز للمشاريع ذات التوظيف العالي والتصدير والابتكار.”
ودعا الشركات الأوزبكية للاستفادة من موقع الأردن الاستراتيجي واتفاقيات التجارة الحرة، إضافة إلى فرص الاستثمار في تحلية المياه، النقل، التعليم، والاقتصاد الرقمي، مع التأكيد على دور المملكة كمركز لوجستي وصناعي لإعادة الإعمار في المنطقة.
وأكد قدراتوف أن هدف زيارته هو استكشاف فرص التعاون في الزراعة، الكيماويات، الأدوية، والمنسوجات، مشيدًا بالعلاقات المتميزة مع الأردن.
البرنامج الميداني للوفد
أعدت وزارة الاستثمار برنامجًا للوفد يشمل لقاءات مع وزراء الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي، وزيارات إلى مجمع الملك الحسين للأعمال وغرفة صناعة الأردن، بالإضافة إلى اجتماعات مع شركات أردنية. وفي اليوم التالي، من المقرر عقد لقاء مع رئيس شركة البوتاس العربية، وزيارة مجموعة العبدلي، واستكشاف فرص الشراكة الاقتصادية.