شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا في التداولات الآسيوية صباح الجمعة، بدعم من تفاؤل الأسواق بشأن احتمالية خفض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للرسوم الجمركية، في حين حدّت قوة الدولار الأمريكي وزيادة العرض من أوبك+ من مكاسب الأسعار.
ارتفاع طفيف لأسعار النفط
سجلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة بنسبة 0.2% ليصل سعر البرميل إلى 62.95 دولارًا، بينما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.1% إلى 59.57 دولارًا للبرميل. هذا الارتفاع جاء بعد مكاسب تجاوزت 3% يوم الخميس، مدفوعةً بإعلان الرئيس الأمريكي عن توقيع صفقة تجارية جديدة مع المملكة المتحدة. على الرغم من أن التأثير الاقتصادي لهذه الصفقة يظل محدودًا، إلا أن الأسواق أبدت تفاؤلًا بشأن احتمالات إبرام مزيد من الاتفاقيات التجارية مع دول رئيسية مثل الصين والهند في المستقبل القريب.
آمال بتخفيض الرسوم الجمركية
عززت التقارير التي أفادت بأن إدارة ترمب تدرس خفض الرسوم الجمركية على الصين من 145% إلى نحو 50% من التفاؤل في الأسواق. يُعتقد أن هذه الخطوة قد تساهم في تجديد المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهي محادثات يتوقع أن تُستأنف خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما سيُسهم في دفع النمو الاقتصادي العالمي.
كما كشف وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك عن وجود “عشرات” من الصفقات التجارية المحتملة التي قد تُعقد خلال الشهر المقبل، ما ساهم في تعزيز معنويات المتداولين في الأسواق.
تأثير الدولار الأمريكي على الأسواق
على الرغم من التفاؤل المتزايد، حدّ من مكاسب النفط الارتفاع الكبير في قيمة الدولار الأمريكي. فقد شهدت العملة الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا بعد تصريحات ترمب، وهو ما فرض ضغوطًا على أسعار السلع المقومة بالدولار. وكان الدولار قد وصل إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات في أواخر أبريل، قبل أن يعاود الارتفاع وسط تقارير اقتصادية متباينة بشأن الاقتصاد الأمريكي.
القلق بشأن الطلب على النفط وزيادة الإنتاج
وفي ظل المخاوف المستمرة بشأن مستقبل الطلب على النفط، أظهرت بيانات أمريكية متعلقة بالمخزونات ضعفًا في الاستهلاك المحلي. كما ساهم تحالف أوبك+ في زيادة الإنتاج، مما أبقى الأسعار بالقرب من أدنى مستوياتها في أربع سنوات. هذا التراكم في الإنتاج ساهم في الضغط على الأسعار رغم محاولات الأسواق استيعاب تأثيرات الأخبار الإيجابية المتعلقة بالصفقات التجارية.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على النفط
على الصعيد الجيوسياسي، تزايدت التوترات بين الهند وباكستان بعد اشتباك عسكري كبير بين البلدين، وهو أسوأ اشتباك بينهما منذ عقود. من جانب آخر، دعا الرئيس الأمريكي إلى وقف فوري لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، في الوقت الذي شهدت فيه محادثات السلام تقدمًا محدودًا. ومن المتوقع أن يبدأ وقف إطلاق نار تقوده روسيا لمدة ثلاثة أيام هذا الأسبوع، مما قد يساهم في تهدئة التوترات في المنطقة.