مع تزايد أسعار ألعاب الفيديو وأجهزتها بشكل غير مسبوق، يبرز القلق من تحول هذه المنتجات الترفيهية إلى سلع فاخرة غير متاحة لعدد كبير من المستخدمين، في ظل الزيادات التي أعلنت عنها شركتا “سوني” و”مايكروسوفت” على أسعار أجهزة الألعاب. ذلك يأتي في وقت تعاني فيه الصناعة من تأثيرات متعددة مثل ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية وزيادة تكاليف الإنتاج.
قفزات في أسعار الأجهزة: من “بلاي ستيشن” إلى “إكس بوكس”
سجلت أسعار أجهزة الألعاب قفزات ملحوظة في الفترة الأخيرة. على سبيل المثال، ارتفع سعر جهاز “بلاي ستيشن 5” في السوق الأوروبية من 399-499 يورو عند إطلاقه عام 2020 إلى 499-549 يورو حالياً. أما جهاز “إكس بوكس سيريز”، الذي كان سعره في البداية يتراوح بين 299 و499 يورو، فقد ارتفع ليصل إلى 349 و599 يورو.
ويعتقد المحللون أن هذه الزيادة غير المعتادة تعود بشكل رئيسي إلى الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على الواردات، خصوصاً من الصين، التي تعد المصدر الرئيسي لأجهزة الألعاب التي تشكل 75% من الواردات الأمريكية. ويشير الخبراء إلى أن هذه الزيادة تتناقض مع ما كان يُتوقع أن يحدث، وهو انخفاض الأسعار مع تقدم التكنولوجيا.
“نينتندو سويتش 2”.. الناجي المؤقت؟
رغم أن جهاز “نينتندو سويتش 2″، الذي من المتوقع إطلاقه في يونيو 2025، لم يشهد زيادة مباشرة في الأسعار حتى الآن، إلا أن تعليق الرسوم الجمركية المؤقتة على منتجاته المصنعة في فيتنام سينتهي قريبًا. وهو ما قد يؤدي إلى زيادات كبيرة في الأسعار في المستقبل القريب.
أسعار الألعاب تشهد أيضًا زيادة ملحوظة
لم تقتصر الزيادات على الأجهزة فقط، بل امتدت لتشمل الألعاب أيضًا. حيث أعلنت “مايكروسوفت” عن رفع أسعار ألعابها بمقدار 10 دولارات، ليصبح سعر اللعبة الواحدة 80 دولارًا. كما طرحت “نينتندو” لعبتها الشهيرة “ماريو كارت وورلد” بسعر يتراوح بين 80 و90 يورو، ما أثار استياء شريحة واسعة من اللاعبين.
ردود فعل اللاعبين: الانتقائية والبدائل الأرخص
أدى ارتفاع أسعار الألعاب والأجهزة إلى إعادة تقييم العديد من اللاعبين لقرار شراء الأجهزة الجديدة. حيث بدأ البعض في التوجه نحو الألعاب الأرخص التي يُطورها مطورون مستقلون، في حين فضل آخرون الاشتراك في خدمات ألعاب شهرية مثل Xbox Game Pass وPlayStation Plus، التي توفر لهم إمكانية الوصول إلى مجموعة كبيرة من الألعاب مقابل تكلفة ثابتة شهريًا.
هل تتجاوز الألعاب حاجز الـ100 دولار قريبًا؟
مع الحديث عن إصدار لعبة “GTA VI” في عام 2026، يتوقع المحللون أن تتجاوز أسعار الألعاب حاجز الـ100 دولار في المستقبل القريب. وعلى الرغم من أن أسعار الألعاب، عند احتسابها بالتضخم، لا تزال أقل مما كانت عليه سابقًا، إلا أن التكلفة المرتفعة قد تخلق تحديات كبيرة أمام شريحة كبيرة من اللاعبين.
